النفط يقفز 13% بعد الضربات ...

بانكير 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سجلت أسعار النفط العالمية قفزة حادة تجاوزت 13% في تداولات اليوم الجمعة، بعد شن إسرائيل ضربات عسكرية جوية على أهداف داخل إيران، في تصعيد جديد يعيد خريطة المخاطر الجيوسياسية إلى الواجهة، ويهدد استقرار الإمدادات من منطقة الخليج العربي التي تُنتج نحو ثلث المعروض العالمي من الخام.

ارتفع خام برنت متجاوزًا حاجز 78 دولارًا للبرميل، محققًا أكبر مكاسبه اليومية منذ مارس 2022، حين اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط بشكل حاد، وسط موجة من الإقبال على الملاذات الآمنة دفعت أسعار الذهب إلى الاقتراب من مستوياتها القياسية بارتفاع بلغ 1.7%.

تصريحات نارية وردود إيرانية

في أول تعليق له، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الضربات استهدفت "القدرات النووية والعسكرية لإيران"، متعهدًا بمواصلة العمليات حتى "إزالة هذا التهديد". من جهتها، توعدت إيران برد قوي، وأعلن المرشد الأعلى علي خامنئي مقتل عدد من القادة والعلماء، بينما بث التلفزيون الرسمي لقطات تُظهر تصاعد الدخان قرب مصفاة تبريز.

الأسواق تتأهب لتداعيات محتملة

الضربات الإسرائيلية جاءت في وقت كانت فيه السوق النفطية تعاني من ضغوط ناتجة عن عودة تدريجية لطاقة إنتاجية معطلة من دول "أوبك+". لكن التصعيد أعاد تسعير المشهد برمته، حيث قال وارن باترسون، رئيس أبحاث السلع في "آي إن جي غروب":

"نحن في قلب بيئة تتسم بعدم اليقين الجيوسياسي الشديد، مما يجعل السوق أكثر حساسية لأي اضطرابات في الإمدادات."

وعكست مؤشرات السوق هذه المخاوف بوضوح؛ إذ تعمّقت فجوة الأسعار بين العقود الآجلة القريبة والبعيدة في حالة "الباكورديشن"، لتسجل فجوة عقود "برنت" القصيرة الأجل 2.08 دولار، مقارنة بـ92 سنتًا في اليوم السابق. كما ارتفعت تقلبات خيارات النفط إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات.

سيناريوهات متشائمة: 130 دولارًا للبرميل؟

في ظل تفاقم التوترات، حذر بنك جيه بي مورغان هذا الأسبوع من أن أسعار النفط قد تصل إلى 130 دولارًا للبرميل في "السيناريو الأسوأ" إذا تطورت الأحداث إلى مواجهة إقليمية واسعة، خصوصًا مع تهديدات إيران المتكررة بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية العالمية والذي يمر عبره نحو ربع تجارة النفط.

وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة المحللين في "فيليب نوفا": "مخاطر تعطّل الإمدادات حقيقية، وإذا اتسع نطاق الصراع، قد نشهد تداعيات تمتد إلى الأسواق المالية الأوسع، وسط تقلبات غير مسبوقة."

أثر محتمل على المحادثات النووية والتضخم العالمي

الضربة العسكرية تهدد أيضًا المسار الدبلوماسي، إذ كان من المقرر عقد جولة سادسة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عمان يوم الأحد، لكن مصير المحادثات بات غامضًا. في المقابل، نفت واشنطن مشاركتها في الضربات، بينما أمرت بإجلاء بعض موظفي سفارتها في بغداد ومنعت سفر موظفيها داخل إسرائيل خارج المدن.

وبحسب المحللين، فإن أي ارتفاع مستدام في أسعار الطاقة قد يؤدي إلى زيادة التضخم العالمي، ما يزيد الضغط على البنوك المركزية في وقت حساس تشهده الأسواق نتيجة التباطؤ التجاري العالمي.

أوبك+ تمتلك القدرة لكن التنفيذ محفوف بالمخاطر

رغم امتلاك تحالف "أوبك+" طاقة إنتاجية فائضة يمكنها نظريًا تعويض أي نقص في الإمدادات الإيرانية، إلا أن محللين حذروا من صعوبة تفعيل هذه الطاقة في ظل ظروف أمنية متقلبة. وقال موكيش ساهدف من "رايستاد إنرجي": "الرد الإيراني قد يشمل خطوات تؤثر في تدفق الإمدادات عبر الخليج، ما يجعل تشغيل الطاقة الفائضة أمرًا معقدًا."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق