مجلس الهيدروجين العالمي يحذر أوروبا من التفوق الصيني

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أطلقت الرئيسة التنفيذية لمجلس الهيدروجين العالمي، إيفانا غيميلكوفا، دعوة عاجلة إلى أوروبا للتحرك سريعًا للّحاق بركب أكبر منافسيها الصين.

يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه صناعة الهيدروجين في أوروبا صعوبات متزايدة، بسبب ارتفاع التكاليف والمنافسة الشرسة، وهو ما تجلّى في التخلّي عن مشروعات والتراجع عن المستهدفات وإفلاس شركات، وسط توقعات ضبابية لحجم الطلب المتوقع.

وبعد زيارتها الأخيرة إلى بكين، أبدت أول سيدة تتولى رئاسة مجلس الهيدروجين العالمي انبهارها بالتطور الذي أحرزته الصين التي تستحوذ على نصف قدرات إنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، كما تمتلك نحو 60% من قدرات تصنيع أجهزة التحليل الكهربائي.

وبحسب آخر تحديثات قطاع الهيدروجين العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تشير أحدث البيانات إلى أن الصين تستحوذ على 40% من مشروعات الهيدروجين التي وصلت إلى مرحلة قرار الاستثمار النهائي مقابل 30% في أوروبا.

الهيدروجين في الصين

تقول الرئيسة التنفيذية لمجلس الهيدروجين العالمي إيفانا غيميلكوفا، إن نمو قطاع الهيدروجين في الصين يرتكز على كِبر حجم المشروعات مع التنسيق المشترك والدعم الحكومي القوي.

وعلى نحو خاص، أشادت بوتيرة تطوير المشروعات وحجمها في الصين في الوقت الذي ينشغل فيه صنّاع السياسات بوضع قواعد معقّدة لإنتاج الهيدروجين وإعاناته، وفق حوار مع منصة "إتش تو فيو" (h2-view).

وبحسب متابعات منصة الطاقة، تستهدف دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030، حيث من المتوقع أن يلبي نحو 10% من الطلب بحلول موعد الحياد الكربوني في 2050.

رئيسة مجلس الهيدروجين العالمي إيفانا غيميلكوفا
رئيسة مجلس الهيدروجين العالمي إيفانا غيميلكوفا- الصورة من "energy connects"

وبحسب المسؤولة، تواجه الاستثمارات المناخية الضخمة في أوروبا ضغوطًا وتدقيقًا على نحو متزايد، كما أن القارة العجوز منخرطة في وضع الخطط والقواعد شديدة التعقيد، في حين إن الصين "تفعل الأمر ببساطة".

وبينما يحظى قطاع الهيدروجين في الصين بإستراتيجية منسّقة ومدعومة من الدولة بحيث لا تركّز على إزالة الكربون فحسب، بل على "هيمنة الطاقة النظيفة، تعاني المشروعات الأوروبية من بطء وتيرة تنفيذ المشروعات.

على الناحية الأخرى، قالت، إن الصين دخلت ساحة الهيدروجين العالمية من باب "هيمنة الطاقة"، وهي طريقة تفكير على الأسواق الغربية -مثل أوروبا- اتّباعها.

وبحلول مايو/أيار (2024)، كانت الصين تستحوذ على 40% من مشروعات الهيدروجين التي وصلت لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي، مقابل 30% في أوروبا، رغم أن القارة العجوز تشكّل 40% من كل مشروعات الهيدروجين المُعلنة عالميًا، بحسب بيانات مجلس الهيدروجين العالمي.

صناعة الهيدروجين في أوروبا

أكدت الرئيسة التنفيذية لمجلس الهيدروجين العالمي إيفانا غيميلكوفا أن أوروبا ما زالت تمتلك ميزة تنافسية فريدة، وهي الخبرات الصناعية والتميز والجودة.

لكن القدرة على المنافسة "غير مضمونة"؛ إذ تواجه القارة خطر تحول حقوق الملكية الفكرية والمواهب وسلاسل الإمداد إلى المناطق التي تقدّم قوة دافعة أسرع للمشروعات، مثل الصين.

ولتجنُّب ذلك، أوصت غيميلكوفا بإقامة سوق هيدروجين أوروبية مُجدية من الناحية الاقتصادية وفتح مسارات تجارية واضحة.

موقع أحد مشروعات الهيدروجين في الدنمارك
موقع أحد مشروعات الهيدروجين في الدنمارك- الصورة من شركة "European Energy"

وعلى هامش فعاليات قمة الهيدروجين في روتردام الهولندية، قالت، إنه يجب على دول الغرب التحلّي باليقظة والتحرك، وإلّا سيخسر المستقبل لصالح الصين.

وفي هذا الشأن، قالت، إن دول الغرب قادرة على اتخاذ قرارات جريئة وطويلة الأمد لتعزيز صناعة الهيدروجين، وعلى رأسها:

  • تقليل "الروتين".
  • إزالة المخاطر الاستثمارية.
  • مكافأة المنتجات الأقل تلويثًا من خلال تقديم إعانات حكومية وتصميم السوق التي تقدّر الأداء المناخي وأمن الطاقة والمرونة.
  • منح الأولوية لقطاعات رئيسة ذات جدوى تجارية.
  • سدّ الفجوات في التكاليف من خلال الدعم.

ورأت أن نجاح أوروبا في ذلك سيعتمد على رأس المال السياسي والقدرة على إقناع الناخبين بذلك، داعيةً إلى استغلال نقاط القوة الخاصة وعدم نسخ النموذج الذي أثبت نجاحه في الصين.

وعلى نحو خاص، قالت، إن مدة الـ 12 إلى 18 شهرًا المقبلة ستكون "حاسمة" للغرب لإثبات قدراته على التوسع في الهيدروجين "وفق شروطه الخاصة" وضمان عدم إفلات "ريادة" الطاقة النظيفة من بين يديه.

ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- حجم إنتاج الهيدروجين بين عامي 2021 و2024:

إنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات (2021-2024)

ويبرز الهيدروجين بوصفه مصدرًا نظيفًا وبديلًا لمصادر الوقود الأحفوري لتحقيق أحلام إزالة الكربون من الصناعات صعبة الكهربة بصورة رئيسة، إلّا أن ارتفاع تكاليف الإنتاج والأسعار، وخاصة الهيدروجين الأخضر، يبرز بوصفه أحد أكبر التحديات.

وتتطلب إقامة سوق متكاملة بناء شبكة بنية أساسية للنقل والتخزين باستثمارات ضخمة، وهو ما وصفته شركة تحليلات الطاقة "وودسايد إنرجي" بـ"المتخلف عن الركب" حاليًا.

كما توقعت الشركة ألّا تصل سوى 17% من مشروعات الهيدروجين في أوروبا إلى مرحلة الإنتاج بحلول عام 2030.

وفي أحدث تحليلاتها الصادرة في مايو/أيار (2025)، أوصت الشركة بمواجهة حالة عدم اليقين التنظيمي، وخاصة في فرنسا وألمانيا، مع تراجع الطلب بالآتي:

  • التحلي بالواقعية.
  • وضع سياسات داعمة.
  • توفير قنوات للتمويل وشراء الإنتاج.
  • التركيز على قطاعات الاستهلاك النهائي مثل الصلب وتكرير النفط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. توصيات رئيسة مجلس الهيدروجين للقطاع الأوروبي من منصة "اتش تو فيو"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق