في إطار “سلسلة المغرب السينمائي”، أصدر الباحث أحمد سيجلماسي رصدا لما أنتجه مغاربةٌ وما ساهموا في إنتاجه من أفلام سينمائية طويلة، منذ سنة 1955 إلى اليوم، مع تقييم مقارن للحصيلة التي وصفها بـ”الضئيلة” التي تنتج بلدان مثل الهند مجموعها في سنة واحدة!.

بعنوان “الفيلموغرافيا السينمائية المغربية.. الأفلام الطويلة من 1955 إلى 2024″، رصد مؤرخ السينما المغربية “ما أنتجه المغاربة أو ساهموا في إنتاجه من أفلام سينمائية طويلة (روائية ووثائقية وغيرها) على امتداد سبعين سنة من تاريخنا السينمائي، أي منذ استقلال المغرب إلى متم سنة 2024؛ وذلك للوقوف أولا على كمها المتزايد من عشرية إلى أخرى، ولإبداء بعض الملاحظات بصدد هذا الكم الفيلموغرافي ثانيا”.

ووفق ورقة الكتاب الجديد، فإن فصله الأول يقدم “إطلالة مركزة على تاريخ السينما بالمغرب من 1897 إلى 2024، من خلال محاور: الصور السينمائية الأولى قبل الحماية، المغرب فضاء لتصوير الأفلام الأجنبية، المغرب سوقا لترويج المنتوجات السينمائية، المخرجون السينمائيون المغاربة”. واعتمد الفصل الثاني من الكتاب في جرده لأفلام المغاربة الطويلة بعد سنة 1955 معيار ألا تقل مدتها الزمنية عن ستين (60) دقيقة.

وقال سيجلماسي إن مفتتح إصدارات “سلسلة المغرب السينمائي” يقصد تغطية جانب، “ولو ضئيل، من الفراغ المهول الذي لا تزال مكتبتنا السينمائية تشكو منه على مستوى الكتابات التوثيقية والتأريخية للظاهرة السينمائية ببلادنا”.

وخلص الجارد، في خاتمة الكتاب، إلى أنه “رغم ما تعرفه الظاهرة السينمائية منذ وقت مبكر، ورغم توفر المغرب على مقومات محترمة (طبيعية وثقافية وبشرية ومالية…)، فإن بلدنا لم يفلح إلى حد اليوم في خلق صناعة سينمائية حقيقية تنتج أفلاما بشكل منتظم، وتسوقها داخليا وخارجيا وتحقق من وراء ذلك أرباحا مشجعة؛ كما هو الشأن مثلا بالنسبة لمصر والهند وهوليوود وبلدان أوروبية وآسيوية وأمريكية أخرى وغيرها”.

وزاد: “ما أنتجه المغرب من أفلام طويلة، على امتداد 70 سنة (578 عنوانا من 1955 إلى 2024)، كان وراء إخراجها 261 مخرجا ومخرجة، لا يشكل إلا كما ضئيلا بالمقارنة مع بلدان تمتلك حقا صناعة سينمائية؛ فالهند، على سبيل المثال، تنتج أكبر من هذا الكم الفيلموغرافي في سنة واحدة فقط”.