شهدت منطقة العلاقي الواقعة جنوب شرق مدينة أسوان، وتحديدًا على الحدود الشرقية للمحافظة والمتاخمة للبحر الأحمر، حادثة مأساوية تمثلت في العثور على جثث خمسة شباب لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم التنقيب عن الذهب واستخراج خامه من الجبال الوعرة بالمنطقة.
وكان اللواء محمد أبو الليل، مدير أمن أسوان، قد تلقى بلاغًا من شرطة النجدة يُفيد بالعثور على 5 جثث لشباب في مقتبل العمر، بعد أن ضلوا طريقهم وسط تضاريس وعرة وجبال شاهقة في منطقة العلاقي، التي تُعد من أبرز مناطق التعدين العشوائي غير المرخص في صعيد مصر.
التفاصيل الأولية: شباب من أسوان وسوهاج لقوا مصرعهم في الصحراء
كشفت التحريات الأولية أن الضحايا الخمسة هم:
محمد ج. م – من منطقة كيما بمدينة أسوان
محمد س. ح – من قرية الرغامة التابعة لمركز كوم أمبو
عبد الله خ. ن – من محافظة سوهاج
أبو الحسن م. – من قرية الرغامة بكوم أمبو
ممدوح ا. ع – من محافظة سوهاج
وبحسب المعلومات الأمنية، فإن الشباب الخمسة كانوا في رحلة للتنقيب عن الذهب واستخراج خاماته المنتشرة في صخور المنطقة، إلا أنهم ضلوا طريقهم وسط التضاريس الصحراوية القاسية، ولم يتمكنوا من العودة، ما أدى إلى وفاتهم على الأرجح نتيجة العطش والإجهاد الشديد، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانعدام مصادر الإمداد.
نقل الجثامين وفتح تحقيق موسع
تم نقل الجثث الخمسة إلى مشرحة مستشفى أسوان، تحت تصرف النيابة العامة التي أمرت بفتح تحقيق موسع في الواقعة، للوقوف على ملابساتها بدقة، والتأكد مما إذا كان هناك شبهات جنائية أو إهمال تسبب في وفاتهم، فضلًا عن تحديد المسؤوليات حول ظاهرة التنقيب العشوائي عن الذهب في المناطق الحدودية.
وتُعد منطقة العلاقي من أشهر النقاط التي تشهد نشاطًا كبيرًا للمنقبين عن الذهب، خاصة من الشباب الباحثين عن الثراء السريع، وغالبًا ما تتم عمليات التنقيب بشكل غير قانوني، بعيدًا عن رقابة الدولة، في ظل صعوبة التضاريس وبعد المنطقة عن مراكز الإنقاذ أو الإسعاف.
تحذيرات متكررة من الجهات الرسمية
وكانت الجهات الرسمية في وقت سابق قد حذرت من خطورة التنقيب غير الشرعي في مناطق الصحراء الشرقية، نظرًا لما تحتويه من مخاطر كبيرة، سواء بسبب العطش ونقص المؤن، أو نتيجة الانهيارات الصخرية والألغام والمخاطر الأمنية، خاصة في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها بسهولة.
0 تعليق