محطات الكهرباء بالفحم في الهند تنافس السكان على استهلاك المياه

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تنافس محطات الكهرباء بالفحم في الهند السكان على استهلاك المياه، ورغم ذلك تواصل الحكومة ضخ استثمارات هائلة في مشروعات الطاقة تلك، التي تُعد المصدر الأكبر في محفظة المزيج الوطني.

وتُعدّ محطات توليد الكهرباء بالفحم ثاني أكبر مستهلك للمياه بعد الزراعة؛ إذ تحتاج إليها المنشآت للتبريد، بالإضافة إلى استعمالات أخرى.

غير أن الدولة -التي لديها عدد هائل من السكان، يمثّلون 17% من سكان الكرة الأرضية، إذ يزيد العدد على 1.4 مليار نسمة، وهو الأكبر في العالم- لا تمتلك سوى 4% من الموارد المائية العذبة، ما يجعل محطات الكهرباء بالفحم في الهند معضلة حقيقية.

وتضطر نيودلهي التي تشهد معدلات نمو متصاعدة، ونشاطًا اقتصاديًا منتعشًا، ومناخًا مضطربًا، مثل غيرها من دول العالم، إلى تلبية احتياجاتها المتزايدة بتدشين محطات جديدة، خاصة أن الطاقة المتجددة لا تستطيع تلبية إلا قدر ضئيل من الاستهلاك حتى الآن، رغم التوسعات الكبيرة.

ومن المقرر استثمار نحو 80 مليار دولار في تدشين عشرات من محطات الكهرباء بالفحم في الهند حتى عام 2031، وفق معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

طاقة محطات الكهرباء بالفحم في الهند

منذ عام 2014، فُقدت كميات كبيرة من طاقة محطات الكهرباء بالفحم في الهند، تُعادل 60.33 مليار وحدة (الوحدة تعادل كيلوواط من الكهرباء)، وهي تكفي لاحتياجات البلاد لمدة 19 يومًا في يونيو/حزيران الجاري، وذلك بسبب شح المياه، ما أجبر تلك المشروعات على تعليق العمل، وفق بيانات الحكومة الفيدرالية.

ومن بين محطات الكهرباء بالفحم في الهند التي تعاني شح المياه "تشاندرابور سوبر ثرمال باور ستاشن"، وهي من أكبر المشروعات في البلاد، وتبلغ قدرتها 2920 ميغاواط.

وتقع المحطة على بُعد 500 كيلومتر شمال شرق مقاطعة "سولابور"، التي تُعد نموذجًا يجسّد صراع كهرباء الفحم مع السكان على كميات من المياه المحدودة.

محطة كهرباء تعمل بالفحم في ولاية أندرا براديش بالهند
محطة كهرباء تعمل بالفحم في ولاية أندرا براديش بالهند – الصورة من بلومبرغ

وأغلقت المحطة العديد من وحداتها لمدة أشهر، في وقت انخفضت فيه الأمطار الموسمية عن معدلها المعتاد، وفق بيانات "إن آي تي آي".

ورغم تحديات نقص المياه وتعليق النشاط، فإن المحطة بصدد التوسع وإضافة قدرة تبلغ 800 ميغاواط، وفق بيانات وزارة الكهرباء.

وكان عطش محطة الكهرباء للمياه قد قاد إلى احتجاجات من قبل السكان في المدينة التي تقبع فيها، عام 2017، بسبب موجة الجفاف التي فاقمت الوضع، ما دفع المسؤولين، مثل النائب المحلي سدهير منغانتيوار، إلى إصدار أمر بتحويل المياه من المحطة إلى المنازل.

وقالت مصادر في الشركة إنها ستستهلك وحدات طاقة بسعة 420 ميغاواط لمدة 7 سنوات تقريبًا، مستشهدة بتعليمات من الحكومة الفيدرالية.

وطلبت الحكومة من شركات الطاقة عدم إيقاف تشغيل محطات الكهرباء القديمة العاملة بالفحم في الهند حتى نهاية العقد، بسبب ارتفاع الطلب بعد الجائحة.

وقالت إحدى السيدات التي تقطن في المدينة المجاورة للمحطة، أنجالي، إنها مستسلمة لزيارة صنبور مياه شرب مُركب بجوار المحطة بالقرب من إحدى بواباتها.

وأضافت: "نحن فقراء، نكتفي بكل ما نستطيع الحصول عليه".

استثمار مئات المليارات من الدولارات

من المقرر استثمار مئات المليارات من الدولارات في تدشين عشرات من محطات الكهرباء بالفحم في الهند حتى عام 2031.

وتبلغ تلك الاستثمارات نحو 80 مليار دولار لتدشين 44 محطة، وتحدد مواقع 37% من هذه المحطات في مناطق تعاني شح المياه.

وتقول شركة "إن تي بي سي"، المملوكة للدولة ومسؤولة عن 9 محطات منها، إنها تسحب المياه التي تحتاج إليها من مناطق تتسم بالإجهاد المائي.

وكان مسؤولو وزارة الكهرباء قد أخطروا أعضاء البرلمان في 2017، أن اختيار مواقع محطات الكهرباء العاملة بالفحم يتوقف على توافر المياه والأراضي اللازمة.

شبكة كهرباء الهند
شبكة كهرباء الهند - الصورة من حساب الشركة المشغلة على لينكد إن

غير أن قصة تلك المحطات في مقاطعة سولابور، التي تقع على بعد 400 كيلومتر من مومباي التي تحتضن مدينة السينما في الهند (بوليوود)، تدحض هذه النظرية، حيث فقد السكان أراضيهم ومياههم بسبب وجود المشروعات.

وفي الصيف قد ينتظر السكان لمدة أسبوع أو أكثر حتى تتدفق المياه في الصنابير، رغم أن هذا الوضع المتردي لم يكن موجودًا قبل تلك المحطات.

بدأ تشغيل المحطة في المقاطعة بقدرة 1320 ميغاواط في 2017، وفي حين أنها منحت السكان الكهرباء ووفرت الوظائف، لكنها سحبت مياههم من الصنابير.

يُذكر أن محطات الفحم ثاني أكبر مستهلك للمياه، بعد الزراعة. ولإنتاج وحرق مليار طن من الفحم الذي تستعمله أميركا سنويًا، تسحب صناعات التعدين والمرافق 55 تريليونًا إلى 75 تريليون غالون من المياه سنويًا، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي بالولايات المتحدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق