في تحرك لافت يعكس تغيرًا في استراتيجيتها التسويقية، أعلنت سلسلة المقاهي الأمريكية "ستاربكس"، يوم الاثنين، عن خفض أسعار مجموعة من مشروباتها الباردة في السوق الصينية، بمتوسط 5 يوان (ما يعادل نحو 0.70 دولار)، في محاولة لجذب المستهلكين الحذرين وسط احتدام المنافسة مع علامات تجارية محلية وعالمية.
وأوضحت الشركة، في منشور عبر حسابها الرسمي على منصة "ويشين"، أنها ستقدم "أسعاراً أكثر سهولة" لعشرات من مشروباتها، تشمل أنواعاً غير قهوية ومشروبات فرابوتشينو، وذلك اعتباراً من يوم الثلاثاء.
الصين.. سوق واعد لكنه شديد التنافسية
تُعد الصين ثاني أكبر سوق لستاربكس بعد الولايات المتحدة، إلا أن البيئة التنافسية فيها باتت أكثر صعوبة، في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع ثقة المستهلكين بسبب مخاوف تتعلق بالاستقرار الوظيفي والضغوط المعيشية.
وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز"، فإن بعض المشروبات ستتوفر بأسعار تبدأ من 23 يوان فقط، في خطوة تمثل تحولاً كبيراً في سياسة التسعير التقليدية التي تنتهجها ستاربكس منذ دخولها السوق الصينية.
منافسة شرسة وأسعار منخفضة
تواجه ستاربكس ضغوطاً من علامات تجارية محلية مثل "لوكين كوفي" و"كوتي"، التي تقدم مشروبات بأسعار تبدأ من 8.8 إلى 9.9 يوان. كما تسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "علي بابا" و"جيه دي.كوم" في تكثيف المنافسة عبر منصات توصيل الأغذية، من خلال كوبونات وصفقات ترويجية تُخفض أسعار بعض المشروبات إلى مستويات تصل إلى 2.9 يوان فقط.
الشركة تنفي الدخول في حرب أسعار
ورغم ما يبدو من تجاوب مع ضغوط السوق، نفى مصدر مطلع على سياسات ستاربكس أن يكون القرار بمثابة رد مباشر على المنافسة السعرية. وقال المصدر، الذي فضّل عدم كشف هويته، إن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز المبيعات في فترات ما بعد الظهيرة، لا سيما في فئة المشروبات غير القهوية.
وأضاف: "من المرجح أن تركز الشركة في استراتيجيتها طويلة المدى على تلبية الطلب المتنامي على مشروبات ما بعد الظهيرة".
خطوات تدريجية وتوسع في السوق
وكانت ستاربكس قد بدأت خلال الأشهر الماضية بتنفيذ خطوات تدريجية لتقليل الأسعار، عبر تقديم مشروبات بأحجام أصغر وإطلاق كوبونات تخفيض خاصة، وهي خطوات وفّرت للمستهلكين بدائل أكثر مرونة من حيث السعر.
كما تسعى الشركة إلى إعادة هيكلة عملياتها في الصين، من خلال بيع حصص في وحداتها المحلية، بهدف تعزيز حضورها في هذا السوق المحوري، في ظل التغيرات الاقتصادية والسوقية التي تشهدها البلاد.
0 تعليق