تتجه أنظار عشاق الكرة العالمية مساء الخميس إلى ملعب "شتوتغارت أرينا" في ألمانيا، حيث يلتقي المنتخبان الإسباني والفرنسي في قمة كروية تحمل طابعًا تنافسيًا حادًا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025، في إعادة لمواجهات سابقة حفلت بالإثارة والندية، كان آخرها لقاء نصف نهائي يورو 2024، الذي شهد تفوق الإسبان بنتيجة 2-1.
رابط كورة أون لاين.. بث مباشر مشاهدة مباراة إسبانيا وفرنسا يلا شوت بلس hd دون تقطيع الأسطورة مباشر
يسعى المنتخب الإسباني إلى صناعة إنجاز تاريخي يتمثل في الاحتفاظ بلقبه القاري للنسخة الثانية على التوالي، بعدما تُوّج بنسخة 2023 على حساب كرواتيا، ثم واصل التألق بحصد كأس أمم أوروبا في صيف 2024، مستفيدًا من استقرار فني واضح بقيادة لويس دي لا فوينتي وتصاعد أداء جيل شاب يقوده لامين يامال ونيكو ويليامز.
وتخوض إسبانيا اللقاء بسجل خالٍ من الهزائم في آخر 23 مباراة رسمية، بينما يدخل منتخب فرنسا المواجهة بطموح استعادة بريقه القاري، بعدما فقد لقب كأس العالم 2022 أمام الأرجنتين، ولم يصعد إلى منصات التتويج منذ فوزه بنسخة دوري الأمم عام 2021.
احتاج كلا المنتخبين إلى طريق شاق للوصول إلى نصف النهائي، حيث اجتازت إسبانيا المنتخب الهولندي بعد مواجهتين متعادلتين ذهابًا وإيابًا، قبل أن تحسم بطاقة التأهل عبر ركلات الترجيح، في حين عاد المنتخب الفرنسي من تأخر بهدفين أمام كرواتيا ليقتنص التأهل بنفس الطريقة.
يرى دي لا فوينتي في هذه البطولة فرصة مثالية لاختبار عناصره الشابة قبل مونديال 2026، مؤكدًا أهمية البطولة من الناحية التنافسية، مشيرًا إلى أنها قد تكون أكثر تعقيدًا من بطولات القارة، حيث يطمح في أن يصبح فريقه أول من يحقق اللقب مرتين متتاليتين.
يعتمد مدرب إسبانيا على توليفة تجمع بين عناصر الخبرة والحيوية، حيث يعوّل على عودة إيسكو بعد غياب دام ستة أعوام، كما يفاضل بين عدد من المدافعين لاختيار الأنسب لمركز قلب الدفاع، بينما يبقي سامو أمورديون ضمن خيارات الهجوم.
في المقابل، يواجه ديدييه ديشامب تحديات تتعلق بالإصابات، حيث يغيب الثلاثي الدفاعي أوباميكانو وساليبا وكوندي، بالإضافة إلى لاعب الوسط كامافينغا، غير أن المدرب الفرنسي تلقى دفعة معنوية بعد تألق عدد من لاعبيه في نهائي دوري الأبطال، بينهم ديمبيلي وزائير إيمري وبرادلي باركولا.
ويحمل اللقاء طابعًا شخصيًا للمدافع الإسباني روبين لو نورمان، الذي يواجه بلده الأم فرنسا للمرة الأولى، بعد اختياره تمثيل "لا روخا" إثر استبعاده من حسابات ديشامب، مؤكداً أنه لا يحمل أي مشاعر سلبية تجاه فرنسا، بل يركز على تقديم أفضل أداء ممكن بقميص إسبانيا.
من جهته، يرى ديشامب في المنتخب الإسباني منافسًا استثنائيًا، وصرّح بأن إيقاف لامين يامال يبدو شبه مستحيل في ظل قدراته الفنية العالية، مشددًا على أن فريقه لا ينوي الدخول إلى الملعب مستسلمًا رغم قوة الخصم.
ينتظر الفائز من هذه المواجهة ملاقاة المنتصر من مباراة البرتغال وألمانيا في نهائي البطولة المقرر في مدينة ميونخ، فيما يلتقي الخاسران في مباراة تحديد المركز الثالث التي تقام أيضًا في شتوتغارت، لتتواصل منافسات هذه البطولة التي انطلقت عام 2018 كبديل عن اللقاءات الودية، وشهدت منذ ذلك الحين تنافسًا عاليًا بين نخبة المنتخبات الأوروبية.
خلال السنوات الماضية، صنعت مباريات إسبانيا وفرنسا لحظات حاسمة في التاريخ القاري، بداية من نهائي يورو 1984 الذي شهد تتويج فرنسا بأول ألقابها، مرورًا بمواجهات حاسمة في يورو 2000 ويورو 2012، وصولًا إلى نهائي دوري الأمم 2021، حيث قلبت فرنسا تأخرها إلى فوز، بينما رد الإسبان الدين في يورو 2024 بانتصار مستحق أعادهم إلى قمة الكرة الأوروبية.
ومع كل هذه الخلفيات، تترقّب جماهير كرة القدم العالمية قمة كروية استثنائية، يتصارع خلالها منتخب إسباني صاعد بثقة وجيل فرنسي يسعى لاستعادة الهيبة، في واحدة من أكثر مباريات البطولة انتظارًا، والتي قد ترسم ملامح البطل المقبل لدوري الأمم الأوروبية.
0 تعليق