حذر يواخيم ناغل، رئيس البنك المركزي الألماني (بوندسبنك) وعضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، من التسرع في خفض أسعار الفائدة خلال المرحلة المقبلة، مشدداً على أهمية الإبقاء على الخيارات مفتوحة في ظل ما وصفه بـ"الضبابية الاستثنائية" التي تهيمن على الأسواق العالمية، بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر مالي في فرانكفورت، قال ناغل إن معدل التضخم في منطقة اليورو يقترب من مستهدف البنك المركزي البالغ 2%، لكنه أضاف أن الخطر الحقيقي لا يتمثل في انخفاض التضخم المستمر، بل في تجاهل المخاطر المستقبلية التي قد تعيد إشعاله. وأوضح: "علينا أن نبقي أعيننا وآذاننا مفتوحة للمخاطر التي تهدد استقرار الأسعار، بما في ذلك تطورات الشرق الأوسط".
أسواق حذرة وتوقعات محدودة لخفض جديد
وكان المركزي الأوروبي قد خفّض أسعار الفائدة ثماني مرات منذ يونيو 2024، وسط تراجع تدريجي في التضخم ونمو اقتصادي هش، وتشير التوقعات الراهنة إلى خفض وحيد متوقع قبل نهاية 2025، قد يهبط بسعر الفائدة على الودائع إلى 1.75%، مع تلميحات بأن اجتماع يوليو المقبل قد يشهد وقف دورة الخفض مؤقتًا.
إلا أن ناغل شدد على ضرورة تفادي الالتزام بمسار محدد مسبقاً، قائلاً إن التغير السريع في الأوضاع الاقتصادية العالمية قد يجعل القرارات المسبقة غير حكيمة، مشيراً إلى أن الاقتصاد الألماني ربما يواجه ركوداً أو نمواً ضعيفاً في الربع الثاني من 2025، مع مخاطر إضافية ناتجة عن تصاعد النزاعات التجارية.
تكلفة التوترات التجارية على النمو الألماني
وفي هذا السياق، أشار ناغل إلى أن استمرار التوترات التجارية العالمية قد يكلف الاقتصاد الألماني ما يصل إلى 0.75 نقطة مئوية من النمو على المدى المتوسط، وهو ما يشكل ضغطاً إضافياً على أداء الاقتصاد الأكبر في منطقة اليورو.
الدعوة إلى المرونة النقدية
اختتم ناغل تصريحاته بالتأكيد على أهمية المرونة في قرارات السياسة النقدية، مشيراً إلى أن التعامل مع عالم مليء بعدم اليقين يتطلب انضباطًا وتحليلاً متواصلاً للمخاطر، بعيدًا عن ردود الفعل السريعة التي قد تُقوّض الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
0 تعليق