"ذوقوا ما كنتم تعملون".. الداخل الإسرائيلي يواجه صدمة الدمار والنزوح الجماعي

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم مرور أقل من 72 ساعة على اندلاع المواجهة العسكرية المفتوحة بين إيران وإسرائيل، إلا أن تداعيات الهجمات الصاروخية الإيرانية بدأت تتجلّى بقوة في العمق الإسرائيلي، حيث بدا واضحًا أن الجبهة الداخلية لم تكن مستعدة لحرب بهذا الحجم.

وإلى جانب الخسائر البشرية والمادية، تعاني المدن الإسرائيلية الكبرى، لا سيما في الوسط، من فوضى في الإيواء، وعجز في البنية التحتية للطوارئ، وتوتر نفسي غير مسبوق في صفوف المدنيين.

نزوح داخلي وذعر في قلب تل أبيب

شهدت مدن الوسط الإسرائيلي، وعلى رأسها تل أبيب، بات يام، رامات غان وغوش دان، موجة نزوح داخلية غير مسبوقة، بعد سقوط صواريخ إيرانية على مبانٍ سكنية شاهقة. 

العديد من السكان اضطروا إلى الفرار بشكل عاجل دون التمكن من أخذ أي متعلقات شخصية، تحت وقع المفاجأة والخوف من انهيار المباني.

التقارير الإعلامية الإسرائيلية وثّقت شهادات لنازحين وصفوا التجربة بأنها "سريالية"، قائلين إنهم عاشوا لحظات من "الهلوسة والرعب"، فيما تحوّلت الأحياء الآمنة إلى مشاهد دمار تذكّر ببدايات حرب شاملة. 

وأفاد العقيد ميكي، قائد منطقة تل أبيب في الجبهة الداخلية، بأن صاروخًا يحمل رأسًا حربيًا ضخمًا أصاب طابقين في أحد الأبراج السكنية، وتسبّب بأضرار كارثية واحتجاز عشرات المدنيين تحت الأنقاض.

دمار واسع يذكّر بنيويورك وخانيونس

المشهد في مدينة "بات يام" بدا قاتمًا، أكثر من 60 مبنى تضررت بشكل مباشر، رئيس بلديتها تسفيكا بروت شبّه حجم الدمار بما شهده العالم بعد استهداف برجي التجارة في نيويورك عام 2001، مضيفًا أن عشرات العائلات أصبحت بلا مأوى.

سكان الطوابق السفلية في مدن عدة أعربوا عن معاناتهم مع ضعف تغطية الإنذارات، وغياب شبكات الاتصال والإنترنت، مما عرّضهم لخطر مباشر. 

كما واجه كثيرون صعوبة في الوصول إلى ملاجئ عامة بسبب عدم وجودها في الأبنية القديمة، أو إغلاقها من قبل سكانها الأصليين، ما خلق حالة من الفوضى والإحباط.

وعلى خلفية مشاهد الدمار التي وثقتها وسائل الإعلام العبرية، قال أحد الإسرائيليين إن ما أراه هنا يُذكرني بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لأن الدمار هائل، وأشعر كأنني في فيلم رعب.

أزمة في البنى التحتية للطوارئ

كشفت قيادة الجبهة الداخلية أن 40% من سكان تل أبيب لا يتمتعون بأي نوع من الحماية الأساسية.

بعض السكان اضطروا للاحتماء في مواقف سيارات تحت الأرض، رغم منعهم من الدخول من قبل الحراس. 

في مدينة "بات يام"، تسبّب سقوط صاروخ باليستي في مقتل ستة مدنيين وإصابة أكثر من 200، بينما تواصل فرق الطوارئ جهودها للعثور على مفقودين تحت الأنقاض.

مشهد أشبه بنزوح غزة

في مفارقة لافتة، باتت مشاهد النزوح والتشريد التي طالما ارتبطت بغزة واقعًا داخل إسرائيل. بعض السكان تحدّثوا عن "تجربة لا تُنسى"، فيما وصف أحدهم المشهد بأنه يذكّره بمدينة خانيونس الجنوبية في قطاع غزة، نظرًا لحجم الدمار.

رئيس بلدية رامات غان، كارميل شاما هكوهين، قال إن المدينة لم تشهد مثل هذا الدمار منذ حرب الخليج عام 1991، مشيرًا إلى أن العودة إلى المنازل قد تستغرق وقتًا طويلًا، نظرًا لحجم الأضرار في البنى التحتية.

إغلاق شامل للحياة العامة

استجابة للتطورات الأمنية، قررت الحكومة الإسرائيلية تمديد حالة الطوارئ المُعلنة منذ أكتوبر 2023، وإغلاق المدارس والمؤسسات العامة، وتحويل الدراسة إلى التعليم عن بُعد، وتأجيل امتحانات البجروت. 

كما تم تقليص حركة القطارات، وإيقاف الخط الأحمر للقطار الخفيف في تل أبيب، وتحويل بعض المحطات إلى ملاجئ مؤقتة.

وزير التعليم يوآف كيش أعلن تعليق التعليم الحضوري بالكامل، في حين دخلت المحاكم في حالة طوارئ، باستثناء القضايا العاجلة.

أكثر من 100 ألف إسرائيلي عالق في الخارج

أزمة إضافية تتمثل في تقطّع السبل بأكثر من 100 ألف إسرائيلي في الخارج، ووفقًا لسلطة الطيران المدني، فإن عودتهم قد تستغرق أسابيع. وأوضحت وزيرة النقل ميري ريغيف أن غالبية الطائرات الإسرائيلية تم تحويلها إلى دول مجاورة لتفادي استهدافها، وأن المجال الجوي سيبقى مغلقًا حتى إشعار آخر.

حالة هلع وندرة في المواد الغذائية

عكست مشاهد الشوارع والأسواق حالة التوتر التي تعيشها البلاد، المحلات مغلقة، الشواطئ خالية، والأسواق تشهد طوابير طويلة لتخزين المواد الغذائية والمياه تحسّبًا لتصعيد جديد. 

وقد أبلغت وزارة الاقتصاد عن نقص فعلي في بعض المواد الأساسية، لا سيما المياه والبيض ومنتجات الألبان.

وفي الجانب النفسي، كشفت منظمة "ناتال" المختصة بالدعم النفسي أن نسبة طلبات المساعدة ارتفعت بـ500% بعد الهجوم الإيراني، مع تسجيل حالات هلع وقلق مزمن، لاسيما بين من يعيشون بمفردهم أو في مناطق غير محمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق