بتكوين تتعافى جزئيًا وسط تصاعد ...

بانكير 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ظل مناخ اقتصادي عالمي مشحون بالتقلبات، عادت عملة بتكوين، كبرى العملات الرقمية، إلى تسجيل ارتفاعات محدودة خلال تعاملات اليوم الاثنين، مستردة جزءًا من خسائرها الأخيرة. يأتي هذا التعافي في وقتٍ تشهد فيه الأسواق حالة من القلق المتصاعد بسبب تجدد التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، إلى جانب ترقّب المستثمرين لقرارات حاسمة مرتقبة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.

الملاذ الرقمي في زمن التوتر

تزامن الارتفاع الطفيف في سعر بتكوين مع تحول في سلوك المستثمرين نحو الأصول البديلة، حيث أعادت الأزمة الشرق أوسطية تسليط الضوء على الأصول ذات الطابع التحوطي، مثل الذهب والعملات الرقمية. وعلى الرغم من أن العملات المشفرة لا تُصنّف تقليدياً كملاذ آمن، إلا أن بتكوين اكتسبت هذا الدور تدريجياً في أوقات الأزمات، معززة بمكانتها كأصل لا مركزي ومحدود العرض.

المشهد الكلي: بين الفيدرالي والبيتكوين

في المقابل، يواجه السوق الرقمي تحدياً من نوع مختلف، يتمثل في ترقّب قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. ومع تزايد التوقعات بإمكانية التثبيت أو التلميح إلى خفض تدريجي للفائدة في النصف الثاني من العام، يراهن المستثمرون على أن تيسير السياسة النقدية قد يمنح دفعة جديدة للسيولة المتدفقة إلى سوق الأصول الرقمية.

ومع ذلك، فإن استمرار السياسة النقدية المتشددة – ولو لفترة قصيرة إضافية – قد يشكل عبئاً على الأصول عالية المخاطرة، وهو ما يفسّر جزئياً عدم قدرة بتكوين على تسجيل قفزات قوية في تعاملات اليوم.

تحركات السوق: ما الذي تغيّر؟

في الساعات الماضية، ارتفع سعر بتكوين بنسبة تقارب 0.9% ليصل إلى مستويات تجاوزت 106,600 دولار، بعد سلسلة من التراجعات التي فقدت خلالها العملة ما يقرب من 5% من قيمتها خلال أسبوعين. وبلغت القيمة السوقية للعملة نحو 2.12 تريليون دولار، بحسب أحدث البيانات.

هذا الأداء النسبي يعكس حالة من الحذر الممزوج بالتفاؤل الحذر بين أوساط المستثمرين الرقميين، وسط توقعات بأن أي تحسن في المعنويات الجيوسياسية أو إشارة إيجابية من الفيدرالي قد تشكل دافعاً لصعود أقوى.

التحليل الفني: منطقة اختبار حرجة

فنياً، تشير مؤشرات الزخم إلى أن بتكوين تتحرك في نطاق دعم قوي بين 104,000 و106,000 دولار، مع وجود مقاومة فنية عند مستوى 110,000 دولار. ويعتبر محللو الأسواق أن تجاوز هذه المقاومة قد يفتح الباب نحو قمم جديدة، خصوصاً في حال ارتفاع أحجام التداول وعودة التدفقات المؤسسية إلى السوق.

خلاصة: اختبار جديد لقدرة العملات الرقمية على الثبات

تعافي بتكوين الجزئي في هذا التوقيت الحرج لا يعكس فقط تحسناً في المعنويات، بل يضع العملات المشفرة مجدداً تحت اختبار "الثقة في الأزمات". فبين تهديدات الحرب وتبدلات السياسات النقدية، يظهر أن السوق الرقمي بات لاعباً لا يمكن تجاهله في المعادلة الاقتصادية العالمية الجديدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق