شهد طريق "أسيوط – الخارجة" بمحافظة الوادي الجديد، منذ قليل، حادث انقلاب مروع لسيارة ملاكي، أسفر عن إصابة سيدتين وطفل، في واقعة أعادت إلى الأذهان تكرار الحوادث المؤلمة على هذا الطريق الحيوي، الذي لا يزال يحصد الأرواح ويخلّف إصابات مؤلمة رغم المطالب المتكررة بتطويره.
تفاصيل الحادث
وقع الحادث بمنطقة الكيلو 75 على طريق "أسيوط – الخارجة"، عندما فقدت السيارة الملاكي السيطرة أثناء سيرها على الطريق، ما أدى إلى انقلابها بشكل مفاجئ، وتسبب في إصابة كل من:
منى أحمد محمد، 40 عامًا، مقيمة بمدينة الخارجة
مروة محمد مصطفى، 21 عامًا، من سكان الخارجة
الطفل محمد محمود مصطفى، 9 أعوام، ويقيم بالخارجة
جرى نقل المصابين على الفور بواسطة سيارات الإسعاف التي هرعت إلى مكان الحادث، إلى مستشفى الخارجة التخصصي لتلقي العلاج اللازم، فيما أفادت مصادر طبية بأن الحالات الثلاث تخضع للفحوصات والرعاية الطبية دون وجود تهديد فوري على حياتهم.
التحقيقات وتحرك الأجهزة الأمنية
تلقى اللواء محمد حامد، مدير أمن الوادي الجديد، إخطارًا من إدارة شرطة النجدة بوقوع الحادث ووصول المصابين إلى المستشفى.
وانتقلت قوة أمنية إلى موقع الحادث لمعاينة الواقعة، وأجرت التحريات اللازمة، فيما جرى تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات واستبيان أسباب الحادث بدقة، وما إذا كان هناك شبهة جنائية أو خلل فني في السيارة.
الطريق... بؤرة لحوادث متكررة
لا تُعدّ هذه الحادثة الأولى على طريق "أسيوط – الخارجة"، فقد شهد هذا الطريق خلال الأعوام الماضية العديد من الحوادث المشابهة، ما جعله من أكثر الطرق التي تشهد معدلات مرتفعة في الإصابات والوفيات بمحافظة الوادي الجديد.
يرجع بعض الخبراء تكرار الحوادث إلى ضعف الإنارة الليلة، وضيق مسارات الطريق، وافتقاده لبعض وسائل الأمان الحديثة مثل الحواجز الحديدية وعلامات التحذير الواضحة، فضلًا عن زيادة سرعة السيارات وغياب الرقابة المرورية في بعض الأوقات.
وطالبت أسر عديدة من أبناء الوادي الجديد، على مدار السنوات الماضية، الجهات المعنية بسرعة تطوير الطريق وإعادة تأهيله بما يتناسب مع حجم حركة النقل عليه، خاصة أنه يربط المحافظة بمحافظة أسيوط ويعد شريانًا أساسيًا للتنقل والإمداد بين الصعيد والواحات.
دعوات مجتمعية للحد من الحوادث
في أعقاب الحادث، تجددت الدعوات من نشطاء مجتمعيين وسكان محليين لتكثيف التوعية المرورية، وتشديد الرقابة على الطرق، وتفعيل آليات الكشف عن أعطال السيارات قبل السماح لها بالسير في الطرق السريعة، خاصة تلك التي تربط بين المحافظات النائية والمركزية.
كما طالب مواطنون بضرورة زيادة عدد نقاط الإسعاف على طول الطريق، وتوفير دوريات أمنية دورية، لتقليص زمن الاستجابة في حالات الطوارئ، بما قد ينقذ أرواحًا في دقائق.
كلمة أخيرة
يعكس هذا الحادث المؤلم واقعًا يحتاج إلى إعادة نظر عاجلة من الجهات المعنية، فالحفاظ على الأرواح لا يمكن أن يكون رفاهية، والطرق ليست مجرد خطوط على خريطة، بل شرايين حياة يجب أن تظل آمنة وسليمة لكل من يسير عليها.
ويظل الأمل معقودًا على اتخاذ إجراءات واقعية وسريعة، تعيد الطمأنينة إلى قلوب أهالي الوادي الجديد، وتحد من تكرار هذا النوع من الحوادث المؤلمة.
0 تعليق