الفاتيكان , في خضم تصاعد التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل، أطلق البابا ليو الرابع عشر واحدة من أقوى مناشداته للسلام منذ توليه المنصب في مايو/أيار، داعيًا الطرفين إلى ضبط النفس وتحكيم العقل، وتغليب الحوار على العنف. جاء هذا النداء في أعقاب تبادل عنيف للهجمات الجوية بين البلدين، أسفر عن سقوط عشرات القتلى ودفع مئات المدنيين إلى الفرار من منازلهم.
بابا الفاتيكان يدعو للعقل في وجه التصعيد
في كلمته الأسبوعية التي ألقاها من كاتدرائية القديس بطرس، عبّر البابا ليو عن “قلقه البالغ” من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وأكد على أهمية التزام جميع الأطراف بالمسؤولية وتحكيم العقل، بدلًا من الانسياق وراء العنف. قال البابا: “في مثل هذه المرحلة الدقيقة، أرغب في أن أجدد نداء للمسؤولية والعقل”، مشددًا على أن الأمن والسلام لا يمكن تحقيقهما إلا عبر الحوار الصادق والاحترام المتبادل.
واعتبر أن التهديد النووي لا يجب أن يكون وسيلة للضغط أو الابتزاز، بل إن الواجب الإنساني يحتم على الدول العمل معًا لبناء عالم أكثر أمانًا، خالٍ من الخوف والدمار.
بابا الفاتيكان السلام لا يتحقق بالقوة
شدد البابا ليو على أن لا دولة ينبغي أن تهدد وجود دولة أخرى ، داعيًا المجتمع الدولي إلى لعب دور فعّال في دعم جهود المصالحة وتهيئة الظروف لتحقيق الأمن والكرامة لجميع الشعوب. وأضاف: “من واجب جميع الدول أن تدعم قضية السلام، من خلال بدء مسارات مصالحة وتعزيز الحلول التي تضمن الأمن والكرامة للجميع”. هذه الدعوة تأتي في وقت حرج، حيث تصاعد التوترات بين طهران وتل أبيب بشكل غير مسبوق، ما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع قد يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
بابا جديد بنهج مختلف
البابا ليو، الذي انتُخب في 8 مايو/أيار خلفًا " target="_blank"> للبابا الراحل فرنسيس، هو أول أمريكي يتولى هذا المنصب. يُعرف عنه أسلوبه الحذر والدقيق في اختيار الكلمات، ويفضل القراءة من نصوص مكتوبة بعناية، خلافًا لأسلوب البابا فرنسيس الذي كان يميل إلى الارتجال. وفي نداء السبت، قرأ البابا ليو مناشدته للسلام باللغة الإيطالية، واضعًا نصب عينيه أهمية إيصال الرسالة بوضوح ودون التباس.
جاءت هذه التصريحات بعد يوم من تنفيذ إسرائيل هجومًا واسعًا على أهداف إيرانية، واصفة إياه بأنه “ضربة استباقية” تهدف لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية. وردّت إيران بإطلاق موجات من الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة العشرات، في تصعيد ينذر بمزيد من العنف إن لم يُعالج عبر قنوات دبلوماسية عاجلة.
في ظل هذه التطورات، يشكّل نداء البابا ليو نقطة تذكير بأهمية الحوار والسلام، في عالم بات يفتقر إلى أصوات العقل.
0 تعليق