خاص|تأثير الضربات الإسرائيلية على إيران.. مخاوف متصاعدة على حركة السلع والممرات الملاحية العالمية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد الأسواق العالمية حالة من الترقب والقلق بعد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، على خلفية الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع داخل إيران، وردود الفعل الإيرانية المحتملة، وقد أثار هذا التصعيد العسكري مخاوف كبيرة بشأن تداعياته على حركة التجارة العالمية، خصوصًا في ما يتعلق بأسعار السلع الأساسية والممرات الملاحية الحيوية، وعلى رأسها مضيق هرمز.

اضطرابات محتملة في إمدادات النفط والغاز

يشكل مضيق هرمز شريانًا رئيسيًا للطاقة في العالم، حيث تمر عبره ما يزيد عن 20% من تجارة النفط العالمية، ومع اقتراب الصراع الذي يرصده تحيا مصر من هذا الممر الحيوي، ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ، وسط مخاوف من أن تؤدي أي مواجهة عسكرية إلى عرقلة مرور الناقلات، أو إلى قيام إيران بتهديد الملاحة في المضيق كجزء من ردها على التصعيد.

وقال هاني النقراشي خبير الطاقة في تصريح خاص لموقع تحيا مصر: تأثير الضربات الإسرائيلية على إيران على حركة السلع والممرات الملاحية أسوأ مما يمكننا تصوره، القليل من الغاز المسال والمازوت الذي يمكنه الالتفاف حول العقبات بهدف وصوله إلى مصر ستنقض عليه دول أوروبا الاستعمارية ضاربة عرض الحائط بالإتفاقيات والعقود
وتبقى مصر دون كهرباء ودون اسمدة.. 
باختصار هذا الصيف دون تكييف والشتاء القادم دون خبز. 

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت قفزات متتالية بعد كل تصعيد في التصريحات أو التحركات العسكرية، حيث يراهن المستثمرون على احتمال حدوث نقص في الإمدادات، لا سيما إذا قررت شركات الشحن تقليص عبورها عبر الخليج أو رفعت شركات التأمين تكلفة التغطية على السفن العابرة.

تداعيات على أسعار السلع العالمية

إلى جانب النفط، تثير التوترات قلقًا بشأن إمدادات سلع أخرى، أبرزها الغاز الطبيعي، والحبوب، والمعادن الأساسية، فارتفاع أسعار الوقود قد يؤدي بدوره إلى زيادة كلفة الشحن والنقل، وهو ما ينعكس على أسعار الغذاء والمواد الخام في الأسواق العالمية، خاصة للدول المستوردة من آسيا والشرق الأوسط.

وفي ظل ارتباط سلاسل التوريد العالمية، فإن أي تأخير في النقل أو إعادة توجيه مسارات الشحن قد يؤدي إلى اضطرابات في جداول التسليم وزيادة أسعار السلع الاستهلاكية، وهو ما يعمّق الضغوط التضخمية التي تواجهها اقتصادات كثيرة.

تهديد مباشر لحركة الملاحة

كانت إيران في سنوات سابقة قد هددت بإغلاق مضيق هرمز ردًا على العقوبات الغربية، ما يجعل هذا السيناريو واردًا في حال تصاعدت الضربات وتحول الوضع إلى مواجهة مفتوحة، وقد بدأت بعض شركات الشحن بالفعل في دراسة مسارات بديلة أكثر أمانًا، وإن كانت أطول وأعلى تكلفة، مثل الدوران حول رأس الرجاء الصالح.

كما أن الموانئ الواقعة على الخليج العربي قد تشهد تباطؤًا في العمليات، سواء نتيجة المخاوف الأمنية أو بسبب تشديد إجراءات التفتيش من قبل القوات الدولية.

تسلط الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران الضوء مجددًا على هشاشة استقرار الممرات الملاحية العالمية، ومدى تأثر أسواق السلع بالتوترات الجيوسياسية، ومع بقاء الوضع مفتوحًا على كل الاحتمالات، فإن العالم يراقب عن كثب تداعيات هذا التصعيد، في وقت تحاول فيه كثير من الدول التعامل مع تداعيات التضخم وسلاسل التوريد غير المستقرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق