الاحتلال يزعم انتشال جثمان محمد السنوار من نفق أسفل مستشفى

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

زعمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها انتشلت جثمان محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار القائد البارز في حركة حماس، من نفق يقع أسفل أحد المستشفيات في قطاع غزة. 

يأتي هذا الزعم في سياق العمليات العسكرية المتواصلة التي يشنها الاحتلال على القطاع المحاصر، والتي تركز بشكل مكثف على استهداف قيادات حماس وما يصفها الاحتلال بـ "شبكة الأنفاق الواسعة" التي تستخدمها الحركة. 

هذا التطور، إن صح، يمثل نقطة مهمة في السرد الإسرائيلي للصراع الدائر، ويثير تساؤلات جدية حول آثاره المحتملة على سير الأحداث على الأرض والجانب النفسي للمعركة.

وفقًا لصحيفة الإندبندنت، ذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاجاري، أن محمد السنوار اغتيل في الثالث عشر من مايو الماضي خلال غارة جوية استهدفت نفقًا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. 

وأضاف هاغاري أن عملية انتشال الجثمان وتحديد هويته تمت لاحقًا، مما يشير إلى فترة زمنية بين الغارة والعثور على الجثمان، وقد تكون استغرقت بعض الوقت نظرًا لطبيعة الأنفاق وصعوبة الوصول إليها. 

من جانبها، أشارت صحيفة تايمز أوف إنديا إلى أن جيش الاحتلال أكد مقتله في تلك الغارة بتاريخ الثالث عشر من مايو، ووصف موته بتعبير رمزي قائلًا إنه "تحت الأرض كما عاش"، في إشارة واضحة إلى طبيعة عمل السنوار ووجوده الدائم في الأنفاق التي تعتبرها المقاومة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها الدفاعية. 

هذه التأكيدات المتكررة من مصادر إسرائيلية تهدف إلى ترسيخ الرواية الرسمية للحدث، وربما استغلالها دعائيًا.

وزعم الاحتلال، وفقًا لصحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل، أن جثمان محمد السنوار عُثر عليه تحت مستشفى ممول من الاتحاد الأوروبي. 

هذا الادعاء المثير للجدل يستهدف ربط المقاومة الفلسطينية بالبنية التحتية المدنية الحيوية، وهي تهمة متكررة يستخدمها الاحتلال لتبرير استهداف المستشفيات والمنشآت المدنية في القطاع، والتي شهدت دمارًا واسعًا خلال العدوان. 

ومع ذلك، لم يتم تقديم أي أدلة دامغة أو صور مؤكدة تدعم هذا الادعاء من جانب الاحتلال، مما يثير تساؤلات جدية حول صحة هذه المزاعم ودوافع الإعلان عنها في هذا التوقيت بالذات، خاصة في ظل التدقيق الدولي المتزايد والاتهامات الموجهة للاحتلال بانتهاك القانون الدولي الإنساني في غزة.

ووفقًا لموقع بي بي سي نيوز، قام الاحتلال بتنظيم جولة لصحفيين أجانب في النفق الذي يزعم أنه عُثر فيه على الجثمان، في محاولة لتقديم ما يسميه "دليلًا" على روايته ودحض الشكوك حولها. 

وأكدت كل من العربية الإنجليزية وجيروزاليم بوست أن جيش الاحتلال أعلن عن تحديد هوية جثة السنوار، زاعمًا أن الحمض النووي للجثة تطابق مع عينة أُخذت منه في عام ألفين واثني عشر، في خطوة تهدف إلى إضفاء طابع اليقين والدقة العلمية على هذا الإعلان.

 لطالما استخدمت سلطات الاحتلال مثل هذه المزاعم، التي يتم تقديمها مع تفاصيل "أمنية" حساسة بهدف إضفاء المصداقية، كجزء من حرب نفسية أوسع نطاقًا تستهدف الروح المعنوية للمقاومة الفلسطينية وجمهورها، وتحاول زعزعة الثقة في قياداتها وإظهار قدرتها على اختراق صفوفها.

وإذا تأكدت صحة هذه المزاعم بشكل قاطع، فإنها ستمثل ضربة رمزية لحركة حماس، نظرًا للمكانة التي يحملها محمد السنوار كشقيق ليحيى السنوار، الذي يُعد أحد أهم قادة الحركة وأكثرهم تأثيرًا في الداخل والخارج. 

ومع ذلك، فإن التجربة التاريخية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي تشير إلى أن مثل هذه العمليات، حتى لو كانت ذات تأثير مؤقت على مستوى القيادة أو المعنويات، نادرًا ما تغير مسار الصراع بشكل جوهري أو تنهي المقاومة. 

فغالبًا ما يؤدي استهداف القيادات إلى ظهور قيادات جديدة وأساليب مقاومة متطورة تتكيف مع الظروف المستجدة. 

تبقى الأوضاع في قطاع غزة شديدة التعقيد والتأزم، وتتواصل المطالبات الدولية بوقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين من ويلات الحرب، في ظل تصاعد العنف والوضع الإنساني الكارثي الذي يواجهه سكان القطاع بسبب الحصار والقصف المستمر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق