في احتفال عيد العنصرة هذا العام، لفت قداسة البابا لاون الرابع عشر الأنظار بارتدائه “حلة القداس الحمراء”، المعروفة باسم “الصدفة”، والتي سبق أن ارتداها البابا بنديكتوس السادس عشر للمرة الأولى في قداس عيد القديسين بطرس وبولس عام 2005. وقد ارتبطت هذه الحلة تاريخيًا بالمناسبات الليتورجية الكبرى، خصوصًا أحد الشعانين، ما عدا عامي 2008 و2009.
سياق تاريخي وروحي متجدد
الحلة الرمزية ارتداها البابا فرنسيس أيضًا مرتين خلال احتفالات عيد العنصرة في عامي 2015 و2016، مما يعكس استمرارًا للتقليد الليتورجي الذي يحمل في طياته أبعادًا روحية وتاريخية. حضور هذه الحلة في احتفالات العنصرة يعكس تقاطع الرموز الليتورجية مع لحظات مفصلية في حياة الكنيسة.
“الصدفة”: أكثر من مجرد زينة
في اللاهوت المسيحي، ترمز الصدفة إلى مسارين متداخلين:
أولًا، علامة للحج الروحي، إذ تشير إلى أن المعمودية هي نقطة انطلاق في مسيرة المؤمن نحو الله؛ وثانيًا، رمز للتطهير والولادة الجديدة بالماء، كما تُستَخدم الصدفة تقليديًا في سكْب ماء المعمودية.
العنصرة والرسالة: اللقاء بين النار والماء
العنصرة، التي تحتفل بحلول الروح القدس على التلاميذ، تمثّل بداية الكنيسة كجماعة مرسلة إلى العالم. في هذا السياق، تلتقي الصدفة مع جوهر الحدث: الكنيسة تُولد وتُرسل. ومن هنا، فإن ارتداء هذه الحلة لا يُنظر إليه كمجرد فعل زخرفي، بل كبيان رمزيّ قويّ يؤكد مسار الكنيسة في العالم: بين الاغتسال بمعمودية الماء والاشتعال بنار الروح.
دعوة إلى عنصرة شخصية
إن ارتداء “حلة الصدفة” في عيد العنصرة هو بمثابة دعوة لكل مؤمن لعيش “عنصرة شخصية”، فيها يتحول اللباس إلى رمز للالتزام الروحي، والسير نحو الله بنور الروح القدس وماء المعمودية.
الصلاة الختامية: طلب النور من الروح القدس
وختمت الاحتفالات بصلاة شهيرة من التراث الليتورجي.
0 تعليق