22 سنة من القيود والألم .. شاب مغربي ينشد الحرية بعلاج "مرض غامض"

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الحرية بعد عقود من تكبيلها “اضطرارا لا اختيارا” ذلك ما تنشده أسرة الشاب محمد المجدوب، في قرية لالة ميمونة بإقليم القنيطرة، بعد عيشه 22 عاما مقيدا داخل غرفة، “تفاديا لهربه جراء إصابته بمرض عقلي ‘غامض’، لم يُستطع تشخيصه فعلاجه إلى حد اليوم”.

وتحدّثت جريدة هسبريس الإلكترونية إلى أسرة الشاب، ذي الـ36 عاما، فبدا أنها ترمي بأصابع الاتهام إلى العوز بشأن اضطرارها إلى ترك ابنها مكبلا طيلة ما يقرب من ثلثي عمره، “باستثناء دقائق معدودات، فقط لتبديل القيود الحديدية من قدم تورمت إلى أخرى”، إلى جانب “عدم قيام المستشفيات التي عرضت عليها حالته بتشخيصها؛ بحيث ظلّت تكتفي بمطالبة الأسرة بشراء حبّات مسكّنة”.

ويؤكد والدا الشاب، الذي ظلّ كما عاينته الجريدة يطرق جدران “زنزانته الاضطرارية” كأنما يطرق باب الحرية، أن حالته تستدعي تدخلا عاجلا من أجل تمكينه من الحرية، رافعين ملتمسا إلى الملك محمد السادس بالتدخل العاجل لأجل تشخيص مرضه وعلاجه.

قيود وغموض

عائشة الدرقاوي، والدة الشاب محمد، كشفت أنها تقاسي منذ 36 عاما جراء “المرض الغامض الذي ألم بالابن”، موردة: “لست أعرف على وجه التحديد (منذ ولادته، وحتى اليوم) ما به؛ أثمّة شيئا في رأسه (دماغه) أو عنقه، أم ‘الحلق طايح ليه؟'”، مؤكدة تسلحها طيلة هذه المدة “بالصبر على حكم الله وقدره”.

الدرقاوي، التي خيّم التسليم على نبرتها طيلة حديثها لهسبريس، قالت: “عندما مرض ابني أصبحت أعاني الأمريّن معه؛ إذ إنه لا يقدر على الوقوف بتاتا”، مسترسلة: “حينما أتمّ 14 ربيعا، وكان حينئذ يسير على قدميه ويديه، طرقت رأسي فكرة التوجه به إلى منزل والديّ ليتكفلا به”.

كذلك كان، وفق المتحدثة، التي سرعان ما انكسر أملها في “هذا الحل” برفض والديها استقبال ابنها محمد، مردفة: “رفضاه بحجة أنه يخلّف النجاسة، ما كان يهدد طموحهما إلى تزويج بناتهما (أخوات عائشة)”، وزادت أنهما واجهاها بأن “كل من يطل على المنزل ويرى النجاسة يعود أدراجه ويعدل عن الخطبة”.

وشددت الوالدة المكلومة عينها على أن “الابن ظلّ على علته، بل بدأ يهرب أحيانا خارج المنزل”، وتابعت: “لذلك لم أجد بدا من تكبيله بعد العمر المذكور”، ليظل، كما أكدت وهي تشير إلى ابنها المقيّد، “هكذا مكبّلا حتى يوم الناس هذا، حيث يبلغ من العمر 36 سنة”.

وخلال هذه السنين كلها ظلّت عادة ‘مؤلمة’ ملازمة لعائشة، إذ تفك قيد ابنها بشكل دوري ليعانق الحرية للحظات قصيرة، “بعد تورم القدم المقيّدة”، ريثما تعيد “القيد إلى القدم الأخرى، وهكذا دواليك”.

آمال معلّقة

جرّبت أسرة المريض، مرارا وتكرارا، التوجه بابنها إلى المستشفيات المعنية بغرض تشخيص مرضه وبدء مسار علاجه، غير أنه “يبقى على حاله هذه، أما الأطباء فيكتفون بمطالبتنا بشراء المسكّنات، وثمنها عشرون درهما للعلبة، وتقديمها له”، تواصل عائشة.

“لن أركن إلى الصمت على وضع محمد”، تورد الأم التي شرعت في مغالبة دموعها عندما قالت: “يجب أن نعرف المرض الذي ألم بالرجل، أهو في عنقه أم في دماغه أم في موضع آخر”، وناشدت في هذا الصدد الملك محمدا السادس التدخل من أجل تيسير علاج ابنها، مضيفة: “نريد منهم (المسؤولون المعنيون) مساعدة ابني حتى يعود سليما ككافة أقرانه”.

وبالشدة ذاتها يحترق قلب جمال المجدوب، والد الشاب محمد، الذي أورد في تصريح مقتضب لهسبريس: “هذا القلب يحترق كمدا على محمد؛ بما أن أبنائي هم نوري وروحي”.

وأضاف المجدوب، الذي يتقاسم منسوب الأسف والحسرة على حالة ابنه: “لماذا أجهد وأكد أساسا إن لم يكن لأجل (صحة وإسعاد) هؤلاء الأولاد (وفي مقدمهم محمد)”.

" frameborder="0">

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق