اقرأ في هذا المقال
- كوريا الجنوبية تُعدّ رابع أكبر مشترٍ للنفط الخام في العالم
- كوريا الجنوبية تعتمد كليًا على الواردات لتلبية احتياجاتها من النفط الخام
- تاريخيًا كانت كوريا الجنوبية من بين أكبر 3 مشترين للنفط الخام الإيراني في آسيا
- كوريا الجنوبية كانت أكبر عميل لمكثفات حقل بارس الجنوبي الإيراني قبل فرض العقوبات الدولية
تترقب واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام مسارات جديدة، بعد تولّي الرئيس لي جاي ميونغ مهامّ منصبه في 4 يونيو/حزيران الجاري.
ووفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتوقع صناعة النفط الكورية الجنوبية أن يُعزز التزام رئيس كوريا الجنوبية بدبلوماسية المصالح مرونة تجارة النفط الدولية بشكل كبير، ما قد يُسهم في إيجاد حلول دبلوماسية لاستئناف استيراد النفط الخام الإيراني.
وفاز لي، مرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي، في الانتخابات الرئاسية المبكرة في 3 يونيو/حزيران الجاري بفارق كبير، مُتغلبًا على المرشح المحافظ كيم مون سو بنحو 10 نقاط مئوية.
تجدر الإشارة إلى أن كوريا الجنوبية تُعدّ رابع أكبر مشترٍ للنفط الخام في العالم.
الأولوية للمصالح الوطنية
أكد الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، لي جاي ميونغ، ضرورة إعطاء الأولوية للمصالح الوطنية في الدبلوماسية، بغضّ النظر عن سياسات الدول العظمى الأخرى.
وشدّد "لي" طوال حملته الانتخابية على ضرورة اتّباع دبلوماسية مرنة وعملية تُركّز على المصالح الوطنية، ودعا إلى ردّ حازم على المطالب غير المعقولة من الدول الكبرى التي تنتهك حريات الشركات الكورية الجنوبية.
وقد تسعى إدارة "لي" إلى التفاوض على ترتيبات تجارية حصرية وصفقات اقتصادية، وفقًا لمحللين سياسيين في العاصمة سول، بالإضافة إلى مديري شراء النفط الخام وتسويق نواتج التقطير الوسيطة في كبرى مصافي التكرير المحلية.
ومن المتوقع على أن تستكشف إدارة "لي" خيارات جديدة في مجال تجارة ودبلوماسية الطاقة لدولة تعتمد كليًا على الواردات لتلبية احتياجاتها من النفط الخام، وفقًا لمديري عمليات المصافي، وخبراء إستراتيجيات المواد الخام، ومحللي الصناعة المقيمين في سول وأولسان وسوسان.
وأضاف هؤلاء أن مصافي التكرير الكورية الجنوبية والحكومة الجديدة لن تنخرط في تجارة أو صفقات عالمية تنتهك العقوبات واللوائح والقوانين الدولية، وستواصل الالتزام بالمسؤوليات الإنسانية والاجتماعية العالمية.

النفط الإيراني
بعد فوز "لي جاي ميونغ" في الانتخابات الكورية الجنوبية، برز إيجاد حل دبلوماسي لاستئناف مشتريات النفط الإيراني بندًا رئيسًا في قائمة أمنيات صناعة التكرير، وفقًا لمصادر في عمليات المصافي وإدارة المواد الخام.
تاريخيًا، كانت كوريا الجنوبية من بين أكبر 3 مشترين للنفط الخام الإيراني في آسيا، وكانت أكبر عميل لمكثفات حقل بارس الجنوبي الإيراني قبل فرض العقوبات الدولية.
قد يكون الأمر مستبعدًا، لكن على الأقل ستبذل إدارة "لي" جهودًا كبيرة لتعزيز أمن إمدادات النفط الخام في البلاد.
وكان النفط الخام الإيراني والمكثفات الإيرانية يُعدّان من المواد الخام المفضلة لدى المصافي الكورية الجنوبية، وسيكون من المناسب إعادة شرائهما، وفقًا لخبير إستراتيجي لدى إحدى شركات التكرير الكورية الجنوبية الكبرى.
وعلى الرغم من ضرورة احترام العقوبات الدولية، إذا تمكنت الحكومة الجديدة من التفاوض على سبل تُمكِّن بعض المصافي الكورية الجنوبية ومنتجي البتروكيماويات من شراء مكثفات حقل بارس الجنوبي الإيراني، فقد يُحسّن ذلك هوامش التكرير ويفيد مستهلكي الوقود في جميع أنحاء آسيا مع انخفاض الأسعار.
أشار إلى ذلك مدير مخزون المواد الخام لدى شركة "هانوا توتال إنرجي" (Hanwha TotalEnergies).
قبل العقوبات، كان سعر مكثفات حقل بارس الجنوبي الإيراني يُتداول عادةً بحسم لا يقل عن دولارين أميركيين للبرميل مقارنةً بمكثفات الحقل منزوعة الرائحة (DFC) القطرية.
وقيّمت منصة بلاتس، التابعة لوكالة "إس آند بي غلوبال إنسايتس"، سعر النفط الإيراني الخفيف بحسم متوسط قدره 5.12 دولارًا أميركيًا للبرميل، مقارنةً بمكثفات الحقل منزوعة الرائحة حتى الآن في عام 2025.
النفط الروسي
أكدت مصادر في القطاع ضرورة احترام العقوبات الدولية المفروضة على تجارة النفط الروسي وقواعد السقف السعري، إلّا أن قطاع التكرير الكوري الجنوبي ما يزال على أهبة الاستعداد لأيّ تغيرات في المشهد الجيوسياسي قد تُمهد الطريق لاستئناف مشتريات خام سوكول، وإسبو ومزيج سخالين.
وتجنبت مصافي التكرير الكورية الجنوبية تمامًا درجات الخام الروسية من الشرق الأقصى منذ النصف الثاني من عام 2019، مفضلةً تجنُّب التعقيدات التجارية واللوجستية والقانونية والمالية، مع الحفاظ على سمعة مؤسسية قوية.
في المقابل، فإن العوامل الجيوسياسية عادةً ما تكون متغيرة وتخضع لتغيرات سريعة، حيث تضع شركات التكرير آمالًا كبيرة على إدارة "لي" للتحرك بسرعة بشأن أيّ إشارات من شأنها إعادة فتح آفاق شراء النفط الخام الروسي.
وتمثّل روسيا أهمية كبيرة لكوريا الجنوبية، ثالث أكبر مشترٍ للنفط الخام في آسيا، حيث يمكنها توفير 200 ألف برميل يوميًا أو أكثر، ما يتيح توفيرًا كبيرًا في تكاليف الخدمات اللوجستية نظرًا لقربها جغرافيًا، وفقًا لمديري المواد الخام في اثنتين من كبرى مصافي التكرير في كوريا الجنوبية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق