الإثنين 19 مايو 2025
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
سياسة
«الوليدى» يُعد أحد أخطر القيادات الميدانية لتنظيم القاعدة فى اليمن

تعرض تنظيم القاعدة الإرهابى لضربات موجعة بعمليات نوعية شنتها قوات دفاع شبوة، ضمن جهود تجفيف منابع الإرهاب الذى تغذّيه التنظيمات المتطرفة.
وقالت القوات فى بيان لها الأربعاء ١٤ مايو، أنها نفذت عملية نوعية بأحد النقاط الأمنية يوم الاثنين ١٢ مايو تمكنت خلالها من الإطاحة بالقيادى الميدانى البارز فى تنظيم القاعدة الإرهابى المدعو "أبو عاصم الوليدي" والقيادى الميدانى "حسام مصفر".
وأكد البيان أنه قد تم القبض على المذكورين فى أحد نقاط دفاع شبوة وهم فى طريقهم إلى محافظة مأرب قادمين من محافظة ابين متنكرين ويحملون هويات مزورة.
وأشار البيان إلى أن هذه العملية النوعية تم تنفيذها بعد عملية رصد ومتابعة استخباراتية دقيقة لتحركات قيادات التنظيم حتى تم القبض عليهم.
وأوضح البيان أن القياديين المقبوض عليهما نفّذا العديد من العمليات الإرهابية خلال الأشهر والسنوات الماضية ضد القوات المسلحة الجنوبية، فى إطار مسرح عمليات سهام الشرق بمحافظة أبين ولهم مشاركات عدائية ضد القوات فى محافظة شبوة.
وبحسب البيان تُعد هذه العملية ضربة أمنية موجعة للتنظيم فى محافظتى أبين وشبوة، وتأتى ضمن جهود قوات دفاع شبوة فى مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار فى المحافظة خاصة والجنوب عامة، تؤكد هذه العملية على الجهوزية العالية والكفاءة والحس الأمنى الذى تمتاز به القوات وقدرتها على ضبط الأمن والاستقرار فى المحافظة.
من هو أبى عاصم الوليدي؟
فى ظل تصاعد العمليات الإرهابية التى ينفذها تنظيم القاعدة فى جنوب اليمن، تتجه الأنظار نحو الشخصيات التى تقود هذه التحركات على الأرض، وعلى رأسهم القيادى الميدانى البارز "أبو عاصم الوليدي".
يُنظر إلى الوليدى باعتباره أحد أبرز العقول الميدانية التى يعتمد عليها التنظيم فى محافظة أبين، نظرًا لما يمتلكه من خبرات عسكرية ومعرفة جغرافية دقيقة، أهلته للعب أدوار محورية فى تنفيذ وتخطيط العمليات الإرهابية، وخاصة فى المناطق الحدودية الرابطة بين أبين، شبوة، والبيضاء.
النشأة والانضمام إلى التنظيم:
وُلد "أبو عاصم الوليدي" فى بيئة مشبعة بفكر تنظيم القاعدة، حيث انضم إليه منذ نعومة أظافره، بحسب ما أفادت به مصادر صحفية، وتلقى تدريبه الأولى فى معسكر "أسامة بن لادن" الواقع فى مديرية المحفد شرقى محافظة أبين، وهو معسكر معروف بتخريج عدد من العناصر المتطرفة التى لعبت أدوارًا مهمة فى هيكل التنظيم لاحقًا.
وخضع الوليدى لسلسلة من الدورات العسكرية والتأهيلية المكثفة، شملت تدريبات على صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، وهو ما أكسبه خبرة واسعة جعلته لاحقًا مسئولًا عن تنفيذ عمليات من هذا النوع.
الخبرة الجغرافية والدور الميداني
برز "أبو عاصم الوليدي" بوصفه أحد القيادات التى تمتلك خبرة واسعة فى التضاريس الجبلية والطرق النائية فى المناطق الحدودية بين المحافظات الجنوبية، وقد وظف هذه الخبرة لصالح تنظيم القاعدة خاصة بعد مقتل عدد من قادة الجيل الأول للتنظيم فى المنطقة، أدى ذلك إلى صعود الوليدى ليتولى الإشراف المباشر على العمليات الميدانية للتنظيم لا سيما فى محافظة أبين التى أصبحت مسرحًا رئيسيًا لنشاطاته.
كما تولى الوليدى أدوارًا تنظيمية ولوجستية مهمة مثل إدارة تحركات عناصر التنظيم، تأمين العلاج للجرحى، وجلب التمويل اللازم لاستمرارية العمليات، إلى جانب تحديد "ساعة الصفر" لتنفيذ الهجمات، الأمر الذى دفع العديد من المصادر الأمنية إلى وصفه بأنه "الأمير التنفيذي" للتنظيم فى أبين، رغم أنه لا يحمل رسميًا لقب الأمير.
العمليات الإرهابية التى أشرف عليها
قاد "أبو عاصم الوليدي" العديد من العمليات الإرهابية فى محافظة أبين، وكان من أبرزها الهجوم الذى وقع فى منتصف أغسطس من العام الماضي، والذى استهدف مقرًا للقوات العسكرية فى مديرية مودية، استخدم فى الهجوم سيارة مفخخة انفجرت وسط المبنى وأدت إلى مقتل ١٦ جنديًا وإصابة ١٨ آخرين، هذه العملية تعكس قدراته فى التخطيط والتنفيذ ومدى خطورته كقيادى ميداني.
العلاقات والدوائر المغلقة
تفانى الوليدى فى خدمة التنظيم جعله يحظى بمكانة رفيعة لدى قيادات الصف الأول فى تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب، الذين يتخذون من اليمن قاعدة رئيسية لهم، وبحسب المصادر يتمتع الوليدى بصلاحية التواصل المباشر معهم، واللقاء بهم بشكل منتظم، ما يعكس ثقته العالية داخل البنية القيادية للتنظيم.
الدائرة المقربة
أكدت مصادر عسكرية فى "قوات دفاع شبوة" أن "حسام مصفر" هو الحارس الشخصى والمرافق الدائم للوليدي، وهو أيضًا صديق مقرب يحظى بثقة عالية لديه، ولا يعتمد الوليدى فى تحركاته وتنظيم عملياته على أحد كما يعتمد على مصفر، وهو ما يشير إلى وجود دائرة ضيقة وموثوقة تحيط به وتشاركه تنفيذ مخططاته.
وختامًا، يُعد "أبو عاصم الوليدي" أحد أخطر القيادات الميدانية لتنظيم القاعدة فى اليمن، ليس فقط بسبب خبراته القتالية، بل أيضًا لما يملكه من علاقات تنظيمية وقدرات لوجستية ومعرفة جغرافية واسعة، واستمرار نشاطه دون رادع يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن والاستقرار فى المحافظات الجنوبية، ويؤكد ضرورة تكثيف الجهود الاستخباراتية والعسكرية لتفكيك الشبكة التى يقودها، وتجفيف منابع تمويلها وتحركاتها.
0 تعليق