تتويجا للدينامية المتصاعدة التي تشهدها العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية بنما منذ القرار السيادي لهذه الأخيرة بتجميد علاقاتها مع جبهة البوليساريو، أجرى خافيير مارتينيث أتشا، وزير خارجية بنما، اليوم الاثنين، زيارة إلى الرباط، تخللتها مباحثات مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، والتوقيع على عدد من الآليات والاتفاقات التي ستؤسس لتعاون دائم وفعّال بين البلدين.
وعرفت هذه الزيارة تسليم المسؤول البنمي رسالة خطية من رئيس جمهورية بنما، خوسيه راؤول مولينو، إلى الملك محمد السادس، إضافة إلى التوقيع على مجموعة من الآليات القانونية، من بينها اتفاق بشأن إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية من التأشيرات، وخارطة طريق للتعاون القطاعي للفترة ما بين 2025 و2027.
في هذا الصدد، قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن “زيارة وزير الخارجية البنمي إلى المغرب تأتي في إطار الدينامية التي تعرفها العلاقات الثنائية بين البلدين، منذ قرار بنما في 21 نونبر من السنة الماضية سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية، والرسالة التي بعث بها جلالة الملك محمد السادس إلى فخامة الرئيس خوسيه راؤول مولينو، والتي عبّر فيها جلالته عن ترحيبه بالقرار، والتزام المغرب بالدخول في مرحلة جديدة من العلاقات مع بنما”.
وأضاف بوريطة، في كلمة له خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البنمي، أن “من هذا المنطلق، وانطلاقا من توجيهات جلالة الملك محمد السادس، بدأنا الاشتغال على هذه المرحلة الجديدة، وهذه الزيارة تأتي في هذا الإطار، حيث اتفقنا خلالها على تعزيز التعاون في مختلف المجالات كالسياحة، والأمن الغذائي، والتعاون بين الموانئ”.
وسجّل الدبلوماسي المغربي ذاته أن “القادم من الأيام سيشهد زيارات عدد من المسؤولين البنميين إلى المغرب، من ضمنهم وزير الفلاحة، ووزير التجارة، وكذا المدير العام للأمن والاستخبارات، من أجل تطوير العلاقات في هذه المجالات، كما سيكون هناك أيضا إشراك لرجال الأعمال المغاربة والبنميين في هذه الدينامية”.
وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن “البلدين اتفقا أيضا على عقد اجتماع للجنة الحوار السياسي في القريب العاجل، لتعزيز التشاور بين البلدين حول القضايا الثنائية، وكذا الإقليمية، على اعتبار تقارب وجهات نظرهما في العديد من القضايا”.
وأكد أن زيارة المسؤول البنمي إلى المغرب كانت مناسبة كذلك لـ”تثمين المواقف التي اتخذتها بنما تجاه قضية الوحدة الترابية الوطنية، وعلى رأسها تجميد الاعتراف بالجمهورية الوهمية”، مشددا على أن “موقف بنما مهم، باعتبارها تشغل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، وموقفها هذا يساير الدينامية التي تعرفها القضية الوطنية في السنوات الأخيرة”.
وأشار بوريطة إلى أن “التحاق بنما بقائمة الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية من شأنه أن يخلق ظروفا مناسبة للمجتمع الدولي ولمجلس الأمن للذهاب في اتجاه الحل النهائي لهذا النزاع الذي طال أمده، وخَلَق معاناة إنسانية في مخيمات تندوف، ويغذي عدم الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا، ويضيّع مجموعة من فرص الاندماج الإقليمي والتنمية على المنطقة”.
0 تعليق