تعَد الطباعة ثلاثية الأبعاد محورًا استراتيجيًا لمصر في سعيها نحو تعزيز الاستقلال الصناعي، وفقًا لما نشرته صحيفة "فوكسل ماترز" المتخصصة في تحليلات الأسواق، وتسارع الهيئة العربية للتصنيع في تبني هذه التقنية لإنتاج قطع الغيار عبر غالبية القطاعات الصناعية الرئيسية.
وقد استضاف مركز التصنيع الرقمي التابع للهيئة، بالشراكة مع شركة التصنيع الرقمي "IMMESNA"، ورشة عمل لتسليط الضوء على الدور التحولي الذي تلعبه الطباعة ثلاثية الأبعاد والآلات الرقمية.
وأضافت الصحيفة: "يؤكد هذا التوجه التزام مصر بتسخير تقنيات التصنيع المتقدمة بما يتماشى مع أهداف رؤية مصر 2030، بهدف تقليل الاعتماد على الواردات وتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج المكونات الحيوية".
من جانبه، أكد اللواء مهندس مختار عبد اللطيف، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، على أن الهيئة تقوم حاليًا بتقييم شامل للاحتياجات وستبدأ على الفور في تصنيع قطع الغيار باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.
يشمل ذلك قطع الغيار لقطاعات حيوية مثل السيارات، الطيران، المعدات الطبية، والآلات الثقيلة. يقع مركز التصنيع الرقمي التابع للهيئة، والذي يستضيف هذه المبادرة، داخل مصنع المحركات، وهو مجهز بأحدث الأنظمة التي تتوافق مع معايير الثورة الصناعية الرابعة.
وقد نجح المركز بالفعل في توطين إنتاج مكونات بالغة الأهمية، مثل المضخات الصناعية، وهو قادر على تلبية معايير الجودة المحلية والدولية.
وشدد المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، على أهمية تبني الطباعة ثلاثية الأبعاد لتحديث القاعدة الصناعية المصرية، وخفض الواردات، وتوفير فرص العمل.
ودعا إلى شراكات استراتيجية بين القطاعين العام والخاص لدفع التحول الرقمي وتعزيز القدرة الإنتاجية المحلية. كما أثنى الدكتور مهندس سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان، على هذه المبادرة، لا سيما لإمكاناتها في دعم أنظمة البنية التحتية مثل تنقية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، مؤكدًا على أهمية زيادة المكون المحلي في الصناعات المصرية واستكشاف فرص التصدير إلى إفريقيا والخليج.
وتمثل ورشة العمل هذه خطوة كبيرة نحو تحقيق هدف مصر المتمثل في الاكتفاء الذاتي الصناعي. وكما أشار المهندس عبد اللطيف، فإن "تصنيع قطع الغيار باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد والآلات الرقمية هي عملية مبتكرة" تتيح الإنتاج السريع، حسب الطلب، وبتكلفة فعالة لقطع غيار عالية الدقة، بما في ذلك تلك التي قد تكون غير متوفرة أو عفا عليها الزمن بطرق التصنيع التقليدية.
ويُعَد هذا التطور لحظة محورية في رحلة مصر نحو توطين التقنيات المتقدمة وترسيخ مكانتها كقائد إقليمي في مجال التصنيع.
0 تعليق