عرض عسكري في عيد ميلاد الرئيس.. ترامب يقود الجيش الأمريكي إلى المجهول

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دأب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الظهور بمظهر شخصية مثيرة للجدل، حتى في احتفالاته الشخصية. ففكرة إقامة عرض عسكري ضخم للاحتفال بعيد ميلاده، كما ألمح إليها في السابق، تثير تساؤلات عديدة حول دوافعه وأولوياته. 

ففي حين يرى البعض في ذلك استعراضًا للقوة الوطنية وتكريمًا للقوات المسلحة، يرى آخرون، كما تشير صحيفة بوسطن جلوب في مقال للكاتبين "جيم بوزانجرا" و"سام برودي" بعنوان: "فلنحتفل بعيد ميلاده أيضًا: ترامب يسير بالجيش في منطقة مجهولة بعرض عسكري في واشنطن"، وهي خطوة قد تقود الجيش الأمريكي إلى "المجهول".

 وجسّد هذا العنوان حالة التوتر بين الرغبة في إظهار العظمة الأمريكية وبين المخاوف من تأثير السياسات الفردية على مؤسسة عريقة وحيوية كالجيش. ففي 14 يونيو 2025، تزامن الاحتفال بالذكرى الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي مع عيد ميلاد الرئيس الـ 79، مما أثار جدلًا واسعًا حول استخدام المناسبة العسكرية لأهداف شخصية وسياسية.

دوافع العرض و"المجهول" الذي يواجه الجيش
وعكست النبرة التحذيرية التي استخدمتها صحيفة بوسطن جلوب في مقالها، "ترامب يقود الجيش الأمريكي إلى المجهول"، قلقًا متزايدًا في الأوساط الإعلامية والسياسية حول دور الرئيس في توجيه دفة المؤسسة العسكرية. 

ويشير المقال إلى أن "ترامب اتخذ خلال أسبوع واحد ثلاث خطوات مثيرة للجدل للغاية، تشكل اختبارًا غير مسبوق للحد الفاصل الطويل الأمد بين الجيش الأمريكي والسياسة الحزبية." 

هذه الخطوات هي: إرسال الحرس الوطني ومشاة البحرية إلى لوس أنجلوس رغم اعتراض مسؤولي الولاية في أول تحرك من نوعه منذ 60 عامًا؛ ثم إلقاء خطاب مشحون سياسيًا في فورت براج، حيث هاجم خصومه السياسيين وجعل الجنود يضحكون على الرئيس السابق جو بايدن ويستهجنون رئيس بلدية لوس أنجلوس وحاكم كاليفورنيا؛ وثالثًا: الأمر بالعرض العسكري في عيد ميلاد الرئيس. 

وتساءلت الصحجيفة: "هل سيتم استخدام الجيش كأداة لتحقيق أهداف سياسية شخصية، أم سيبقى محتفظًا باستقلاليته وهدفه الأساسي في حماية الأمن القومي؟" هذا التساؤل ليس مجرد تخمين، بل هو نتاج تصرفات وقرارات سابقة للرئيس ترامب أثارت الجدل حول مدى احترامه للتقاليد العسكرية ومؤسساتها، ومدى تأثير تدخله المباشر في قضايا لا تندرج عادة ضمن صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة.

تداعيات العرض العسكري وتآكل الثقة
وأضافت الصحيفة أن أي عرض عسكري، خاصة إذا ارتبط بمناسبة شخصية للرئيس، يمكن أن يكون له تداعيات تتجاوز مجرد الاستعراض. 

ففي سياق مقال "بوسطن جلوب"، يبدو أن هناك مخاوف من أن مثل هذه الأحداث قد تعكس تحولًا في ثقافة الجيش، من مؤسسة محايدة ومهنية إلى أداة سياسية. فقد أشار النقاد وخبراء عسكريون إلى أن "ترامب يهدد بنشر الاستقطاب العميق في البلاد إلى آخر معقل للدعم القوي من الحزبين في الحكومة الفيدرالية: القوات المسلحة الأمريكية". 

كما أشار السيناتور الديمقراطي تامِّي داكوورث، وهي طيارة مروحية سابقة في الجيش فقدت ساقيها في العراق، إلى أن "ترامب يسيء استخدام جيشنا ويدمر تقليد ابتعاد الجيش عن السياسة، ويفعل ما فعله كل ديكتاتور استبدادي، وهو اختطاف الجيش لأهدافه الشخصية".

كما يثير المقال قلقًا بشأن التكلفة الباهظة للعرض، حيث أنفق ما يصل إلى 45 مليون دولار لتوسيع احتفال الجيش ليشمل حوالي 6،700 جندي، 150 مركبة (بما في ذلك دبابات M1 A2 Abrams)، و50 طائرة. 

على الرغم من أن المسؤولين في الإدارة ذكروا أن تزامن عيد ميلاد ترامب مع تأسيس الجيش مجرد مصادفة، إلا أن استطلاعًا أجرته قناة إن بي سي (NBC) كشف أن 64% من البالغين الأمريكيين عارضوا استخدام أموال الحكومة للعرض. 
 

وهذا التزامن مع غياب احتفالات مماثلة للقوات البحرية ومشاة البحرية في ذكراهم الـ 250 يزيد من الشكوك. وقالت الصحيفة إن "المجهول" قد يشمل أيضًا التأثير على الروح المعنوية للقوات، والعلاقات مع الحلفاء، وحتى تصورات الدول المعادية لقوة وتماسك الجيش الأمريكي. وقد عبر بعض قدامى المحاربين عن استيائهم.

ووصف النائب جيك أوشينكلوس، وهو ديمقراطي من نيوتن خدم في مشاة البحرية بأفغانستان، العرض بأنه "حفلة عيد ميلاد مكلفة لطفل - رجل"، مضيفًا: "أفضل أن تُدهسني إحدى الدبابات." 

ومع أن المقال أشار إلى أن الجيش الأمريكي كان يتمتع بدعم 61% من الأمريكيين في استطلاع جالوب العام الماضي، وهو الرقم الأعلى بين أي مؤسسة حكومية، إلا أن ترامب قد غامر بتقويض هذا الدعم "الشعبي الواسع"، ويرى بعض المحللين أن "وجود العرض المتزامن مع عيد ميلاد ترامب هو على الأقل مجرد ذوق سيء وسلوك خاطئ، ولكن في سياق آخر، هو سلوك قد يتطور إلى تحدٍ مدني - عسكري تواجهه الولايات المتحدة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق