يبدأ رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا زيارة إلى كندا اليوم الأحد، للمشاركة في قمة مجموعة الدول السبع بمدينة كاناناسكيس في مقاطعة ألبرتا، حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محاولة أخيرة لإقناعه بإلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على صادرات السيارات اليابانية إلى الولايات المتحدة.
وتأتي هذه المحادثات الحساسة بعد الجولة السادسة من المفاوضات التجارية الرفيعة المستوى التي عُقدت يوم الجمعة في واشنطن، بمشاركة كبير المفاوضين اليابانيين ريوسي أكازاوا، ووزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، حيث تم بحث سبل التوصل إلى اتفاق يُخفف الأعباء عن قطاع السيارات الياباني، دون تقديم تنازلات سياسية تُضعف من موقف الحكومة اليابانية داخليًا.
ويواجه إيشيبا تحديًا سياسيًا حرجًا، إذ يسعى لإقناع ترامب بإلغاء تعريفة جمركية بنسبة 25% مفروضة على السيارات اليابانية، إلى جانب ضريبة متوقفة نسبتها 24% وصفها ترامب بـ"التعريفة المتبادلة"، وذلك دون المساس بشعبيته المحلية، خصوصًا مع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ الشهر المقبل، بعد خسارته مقاعد مهمة في مجلس النواب في نوفمبر الماضي.
وقال مايكل كوتشيك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تيمبل بطوكيو، إن عودة إيشيبا إلى بلاده دون اتفاق قد تُعد "انتصارًا سياسيًا"، مشيرًا إلى أن "وقوفه في وجه ضغوط ترامب قد يعزز من صورته كزعيم يدافع عن المصالح الوطنية".
من جانبه، حذر جوزيف كرافت، المحلل المالي في شركة "رورشاخ" الاستشارية بطوكيو، من مغبة الرضوخ لصفقة "سيارات سيئة"، مشددًا على أن ترامب يحتاج إلى تحقيق مكاسب سياسية سريعة "ولا يهتم كثيرًا بجدية نتائج قمة السبع".
أما أسوكا تاتيباياشي، كبيرة المحللين في بنك ميزوهو، فلفتت إلى أن الفشل في التوصل إلى اتفاق "قد لا تكون له تبعات اقتصادية فورية، لكنه يهدد بتراجع النمو في المدى المتوسط"، مشيرة إلى أن شركات السيارات اليابانية بدأت تتحمل كلفة الرسوم الجمركية، وهو أمر "غير قابل للاستدامة".
ووفقًا لتقرير صادر عن شركة ميزوهو للأبحاث والتكنولوجيا في أبريل 2025، فإن استمرار هذه الرسوم قد يؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي لليابان بنسبة 0.9%، ما يُفاقم الضغوط الاقتصادية على الحكومة اليابانية في مرحلة حرجة.
0 تعليق