النيروز , يتزايد البحث عبر محرك “جوجل” عن موعد العيد لعام 2025، وهو المناسبة التي تمثل رأس السنة القبطية وبداية التقويم الزراعي المصري القديم. وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بهذا العيد في يوم 11 سبتمبر 2025، وهو التاريخ الذي يوافق الأول من شهر “توت”، أول شهور السنة القبطية.
وهو ليس مجرد بداية عام جديد، بل يحمل دلالة روحية وتاريخية عميقة لدى الأقباط، إذ يُعرف أيضًا باسم “عيد الشهداء”، تخليدًا لذكرى من فقدوا حياتهم خلال فترات الاضطهاد الديني، خاصة في عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس، الذي شهدت فترته أعنف موجات اضطهاد المسيحيين، حيث قُدِّر عدد الشهداء حينها بنحو 840 ألف شهيد. ولهذا السبب، يعتبر الأقباط هذا العيد مناسبة دينية وروحية تحمل معاني التضحية والثبات على الإيمان.
الجذور التاريخية والتسمية لعيد النيروز
ترجع أصوله إلى تقاليد الفراعنة، حيث كان هذا اليوم بداية السنة الزراعية الجديدة، التي تتزامن مع اكتمال فيضان نهر النيل، وهو الحدث الذي كان يعتبر رمزًا للتجدد والحياة، إذ يعتمد المصريون القدماء – كما الحال في مصر الحديثة – على النيل كمصدر رئيسي للحياة والزراعة.
أما الإسم فله قصة لغوية مثيرة. الكلمة الأصلية هي “ني-يارؤو” باللغة القبطية، وتعني “الأنهار”، في إشارة إلى فيضان النيل. وعندما دخل اليونانيون إلى مصر، أضافوا حرف السين في نهاية الكلمة، فتحولت إلى “نيروس”، وهو ما أدى إلى لبس لدى العرب لاحقًا، فظنوا أنها مأخوذة من كلمة “نيروز” الفارسية، رغم اختلاف الأصلين.
وهكذا، ظل قائمًا في الوعي المصري كرمز للخصوبة، والنهضة، والاحتفاء بالحياة والتجدد.
الشهور القبطية وتقسيمها
يعتمد التقويم القبطي، أو ما يُعرف بالتقويم المصري القديم، على اثني عشر شهرًا، كل منها يتكون من 30 يومًا، يضاف إليها شهر صغير يُعرف باسم “نسئ” وعدد أيامه 5 أو 6 أيام حسب السنة الكبيسة. وفيما يلي أسماء الشهور القبطية ومواعيدها بالتقويم الميلادي:
توت: 11 سبتمبر – 10 أكتوبر
بابه: 11 أكتوبر – 10 نوفمبر
هاتور: 11 نوفمبر – 9 ديسمبر
كيهك: 10 ديسمبر – 8 يناير
طوبة: 9 يناير – 7 فبراير
أمشير: 8 فبراير – 10 مارس
برمهات: 10 مارس – 8 أبريل
برمودة: 9 أبريل – 8 مايو
بشنس: 9 مايو – 7 يونيو
بؤونة: 8 يونيو – 7 يوليو
أبيب: 8 يوليو – 9 أغسطس
مسري: 7 أغسطس – 5 سبتمبر
ثم يأتي شهر “النسئ”، الذي يُستخدم لاستكمال السنة.
مناسبة عيد النيروز
في الختام، يمثل هذا العيد مناسبة فريدة تجمع بين الإرث التاريخي، والروحانية الدينية، والتقاليد الزراعية المصرية. وهو احتفال بالتجدد لا يقتصر على الأقباط فقط، بل يعكس جذورًا حضارية ضاربة في عمق التاريخ المصري.
0 تعليق