معاهدة أعالي البحار تقترب من التنفيذ.. 50 دولة ...

الجريدة العقارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الأزمة المناخية.. الأمم المتحدة تحذر من انهيار بيئي في المحيطات وتدعو لتحرك دولي

الاثنين 09 يونية 2025 | 04:33 مساءً

وكالات

في أجواء يغلب عليها القلق من تدهور صحة المحيطات، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل والتصديق على معاهدة أعالي البحار، التي من شأنها إتاحة إنشاء محميات بحرية في المياه الدولية، بهدف حماية النظم البيئية البحرية التي باتت تواجه تهديدات متصاعدة من الأنشطة البشرية.

جاءت تصريحات غوتيريس خلال كلمته في افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، الذي يُعقد في مدينة نيس الفرنسية، حيث أطلق تحذيرات واضحة بشأن تدهور صحة المحيطات، نتيجة الصيد الجائر والتلوث البلاستيكي وارتفاع درجات الحرارة. وأشار إلى أن هذه التحديات لم تعد مقتصرة على البيئة فحسب، بل باتت تؤثر بشكل مباشر على حياة ملايين البشر الذين تعتمد معيشتهم على هذه النظم البيئية البحرية.

وأكد الأمين العام أن المحيطات تمثل أحد أهم الموارد المشتركة للبشرية، إلا أن تعامل العالم معها لا يزال يفتقر إلى الجدية الكافية. وأوضح أن المخزون السمكي يتعرض للانهيار، في حين ترتفع مستويات البحار وتزداد حموضة المياه، وهي علامات على “نظام بيئي في حالة أزمة”، حسب وصفه.

تلعب المحيطات دورًا محوريًا في التخفيف من آثار التغير المناخي، حيث تمتص نحو 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، لكن هذا الدور الحاسم مهدد بسبب الاحترار العالمي، الذي يدمر البيئة البحرية ويضعف قدرة المحيطات على امتصاص الكربون.

وفي نفس السياق، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يشارك في استضافة المؤتمر، أن 50 دولة صادقت بالفعل على المعاهدة، في حين وعدت 15 دولة أخرى بالانضمام قريبًا. وبيّن أن دخول المعاهدة حيز التنفيذ يتطلب مصادقة 60 دولة، وهو ما تأمل فرنسا تحقيقه قبل نهاية العام الجاري، بحسب ما أشار إليه وزير الخارجية الفرنسي.

وتعد معاهدة أعالي البحار، التي تم اعتمادها في عام 2023، خطوة فارقة في حماية البيئة البحرية، إذ تتيح ولأول مرة إمكانية إنشاء محميات بحرية في المياه الدولية التي تغطي قرابة ثلثي مساحة المحيطات. ورغم هذه الأهمية، فإن نسبة المياه الدولية المحمية حتى الآن لا تتجاوز 1% فقط، ما يعكس الحاجة الملحة لتفعيل هذه المعاهدة على أرض الواقع.

وفي خضم هذه الجهود، أثيرت تساؤلات حول موقف بعض القوى الكبرى، فقد أشارت ريبيكا هوبارد، مديرة تحالف أعالي البحار، إلى أن الولايات المتحدة لم تُصادق بعد على المعاهدة، ولن تقوم بذلك خلال فترة انعقاد المؤتمر.

 ويأتي هذا التردد الأمريكي في وقت تتراجع فيه بعض الدول عن التزاماتها البيئية، في ظل الضغوط الاقتصادية وارتفاع النزعة القومية.

في ضوء هذه التحديات، يبقى الأمل معقودًا على أن تُترجم التعهدات الدولية إلى خطوات عملية ملموسة، تحفظ مستقبل المحيطات وتحمي التنوع البيولوجي البحري للأجيال القادمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق