في مشهد غريب يحمل دلالات عميقة، التقط جنود في مناطق القتال صورًا لطيور صغيرة تبني أعشاشها من كابلات الألياف البصرية، وهي نفس الكابلات المستخدمة في توجيه الطائرات المسيرة من نوع FPV، والتي أصبحت أحد أبرز أدوات المعارك الحديثة.
الصور التي انتشرت عبر شبكات التواصل، ونقلتها قناة "كرونيكا فوينايا" عبر "تليغرام"، أظهرت شبكات كثيفة من الخيوط البصرية تغطي الحقول القتالية، وُصفت بأنها "أثر مادي وجيولوجي" يخلّفه العصر الرقمي الجديد في ساحات القتال.
من السماء إلى الأعشاش
استخدام الألياف البصرية في الطائرات المسيرة يمثل قفزة تكنولوجية مهمة، إذ تمنح الطائرات قدرة على مقاومة التشويش الإلكتروني، وهي ميزة باتت حاسمة في الحروب الحديثة. غير أن بقايا هذه التكنولوجيا - بطول قد يصل إلى 25 كيلومتراً للكابل الواحد - تتحول على الأرض إلى نفايات ممتدة تستخدمها الطيور في بناء أعشاشها، في صورة لافتة لتقاطع الحياة مع مخلفات الحرب.
آلاف الأمتار من الكابلات
تعمل الطائرات المسيرة الحديثة بنظام التحكم السلكي عبر كابلات ألياف بصرية بدلاً من الاتصال اللاسلكي، ما يجعلها منيعة أمام التشويش الإلكتروني. كل طائرة تترك خلفها أميالاً من الكابلات الدقيقة، إذ يتم إطلاق مئات بل آلاف الطائرات يومياً في بعض الجبهات.
استخدامات ميدانية للكابلات المهملة
بعض الجنود بدأوا بجمع هذه الكابلات لاستخدامها في صناعة شباك صيد محلية، في محاولات لإعادة تدوير هذا "النسيج الحربي"، رغم أن النتائج لا تزال غير مؤكدة.
كيف تعمل هذه الطائرات؟
يتم ربط الدرون بكابل من الألياف البصرية ينفك تدريجياً أثناء الطيران.
تُرسل الأوامر من وحدة التحكم إلى الطائرة عبر نبضات ضوئية، في حين تُعاد الصور مباشرة إلى المشغّل على الأرض.
الكابل يمنح الطائرة مدى أطول يصل إلى 25 كيلومتراً، مقارنة بـ10 كيلومترات أو أقل في نظيراتها اللاسلكية.
ويمنع هذا النوع من الاتصال التشويش أو القرصنة اللاسلكية، ما يجعل الطائرة أكثر أماناً وفاعلية في البيئات المعادية.
الحرب تترك أثرها.. والطبيعة تتأقلم
مع تصاعد استخدام هذه التقنية في النزاعات، تتحول ألياف الحرب إلى نسيج الحياة البرية، في مشهد يختصر كثيراً من تناقضات الحروب الحديثة:
تكنولوجيا قاتلة تتحوّل إلى مأوى لطائر صغير يبحث عن الأمان وسط الفوضى.
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
0 تعليق