أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن ثمة “عملا متواصلا” يسعى “وراء تثمين التراث اللامادي وحمايته”؛ وذلك من خلال التركيز على “استغلال الإمكانات التي تتيحها منظومة التكوين المهني، من خلال تأهيل الصانعات والصناع التقليديين وتحفيزهم وتقوية قدراتهم التقنية والمعرفية”.
وأشار السعدي، ضمن جواب كتابي، إلى ما سمّاه “عملا منتظما” يروم “تنمية هذه المنظومة عبر تحسين جودة التكوين وتنويع العرض التكويني”، متطرقا كذلك إلى “تأهيل البنيات والأطر البيداغوجية، وفق مقاربة تشاركية مع مختلف الفاعلين والمعنيين بهذه المنظومة، ويظهر ذلك من خلال مجموعة من التدابير والإجراءات”.
واستعرض المسؤول الحكومي في الرد على تساؤل رئيس الفريق الحركي إدريس السنتيسي هذه الإجراءات، والتي تتجلى، وفقه، في “تنويع عروض التكوين واستهداف حرف واعدة للتكوين في صنفي الصناعة التقليدية الإنتاجية والخدماتية”، فضلا عن “إحداث وتوسيع مجموعة من المؤسسات على الصعيد الوطني، وكذا إعداد وتحيين مرجعيات التكوين مع إحداث شعب جديدة”.
ولفت المتحدث عينه إلى “تشجيع وتطوير الحس المقاولاتي للمتدربين من خلال إدراج وحدات التكوين في مجالات خلق التعاونيات والمقاولات الصغرى”، وكذا “وضع مخطط لتعزيز وتنمية قدرات الصناع التقليديين”، وزاد: “إلى جانب المجال التقني تشمل التكوينات المعتمدة مجالات أفقية؛ كالصحة والسلامة والترويج الإلكتروني والتربية المالية واللغات”.
وأورد السعدي “تحسين جاذبية التكوين الأولي في حرف الصناعة التقليدية، حيث تم تحقيق حصيلة إيجابية وذلك بتكوين 48.325 من الشباب خلال الفترة الممتدة ما بين 2022 و2024، منهم 18 بالمائة داخل مؤسسات التكوين، و82 بالمائة عبر التدرج المهني”، مضيفًا “تتبّع تنفيذ نمط التكوين بالتدرج المهني الذي يعد النمط الأكثر ملاءمة مع حاجيات سوق الشغل عبر شراكات مع قطاع التكوين المهني وغرف الصناعة التقليدية ومع مؤسسة محمد الخامس للتضامن”.
وتطرق كاتب الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني إلى “التصديق على مكتسبات التجربة المهنية باستهداف 1641 صانعة وصانعا تقليديا، من بينهم 1019 توجوا بشهادات تثبت توفّرهم على الكفاءات المهنية المطابقة لمزاولة الحرفة، بشراكة مع قطاع التكوين المهني وغرف الصناعة التقليدية”.
وورد ضمن الجواب عينه، الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه، “تنمية مهارات وقدرات السجناء، وذلك بتكوين ما يناهز 1000 نزيل سنويا في حرف الصناعة التقليدية الفنية والإنتاجية، وذلك بتنسيق مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء”.
وشدد لحسن السعدي على “تقوية الشراكة بين القطاعين الخاص والعام وعلى الخصوص مع غرف الصناعة التقليدية، حيث تم إحداث مجلس المؤسسة بمؤسسات التكوين المهني التابعة للقطاع، بهدف إشراك القطاع الخاص في تخطيط وتدبير برامج التكوين وبالتالي ربط التكوين بمتطلبات سوق الشغل”.
وتحدث عن “التنسيق مع الفاعلين الوطنيين المختصين في عملية الوساطة مع سوق الشغل، كالوكالة الوطنية الإنعاش التشغيل والكفاءات، والتي تخصص مجموعة من الدورات التكوينية لفائدة خريجي مؤسسات التكوين المهني في مجالات عديدة كتقنيات البحث عن الشغل وخلق المقاولات والتنمية الذاتية والمهارات الحياتية وغيرها، علما بأن نسبة إدماج خريجي مؤسسات التكوين المهني تفوق 85 بالمائة”.
وسجل الوزير أن الشراكة التي وصفها بـ”المتينة”، والتي “تجمع بين الوزارة ومنظمة اليونسكو في هذا الإطار، مكنت من وضع مقاربة تهدف إلى تحديد وتصنيف الصناع التقليديين حاملي المعارف والمهارات المرتبطة بحرف الصناعة التقليدية المهدّدة بالانقراض كـ’كنوز حرفية مغربية’ وتشجيعهم على نقل معارفهم ومهاراتهم إلى الشباب الناشئ من أجل ضمان استدامة هذه الحرف”.
ولفت المسؤول الحكومي إلى “تنظيم النسخة الأولى من هذا البرنامج برسم سنة 2023، وذلك بانتقاء 06 صناع بصفتهم كنوزا حرفية مغربية وتكوين 57 من الشباب في حرف صناعة السروج المطرزة، والزليج التطواني البلوزة الوجدية، والطرز السلاوي، ونسج الخيام، وصناعة الآلات الموسيقية”.
وتحدث عن “إعطاء الانطلاقة الرسمية للنسخة الثانية من هذا البرنامج شهر دجنبر من سنة 2024، حيث تم انتقاء 10 صناع من أجل تكوين 100 من الشباب في حرف المصنوعات النباتية للجنوب، والقفطان الرباطي، والمنفاخ الدك الصويري، والجلد الزيواني، وخزف مكناس السطرمية المطرزة، والبناء بالتراب المدكوك الطاطاوي، واللبادة”.
كما أبرز السعدي “اختيار 16 حرفة ذات حمولة ثقافية محددة بالاندثار لتكون موضوع النسخة الثالثة من هذا البرنامج؛ ويتعلق الأمر بكل من المكحلة، خفي الفارس (التماك)، الصباغة النباتية، الركاب، هيكل سرج الفرس (العضم)، شكيمة الفرس، تطعيم خشب العرعار، المصنوعات الجلدية للجنوب، زربية بني وراين، الحايك الفيكيكي، البرنوص الفكيكي، تاوكة / تازرزيت، الحصير السلاوي، الزربية الرباطية، زواق المعلم في القفطان المغربي الأصيل”.
0 تعليق