ندد الدكتور علاء الأصفري، المحلل السياسي السوري، بإعلان أوكرانيا إرجاء تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والجثامين مع روسيا، واعتبر أن القرار يأتي في إطار سياسة تصعيدية مدفوعة من الدول الغربية.

وأوضح الأصفري في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك" أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يحظى بدعم كبير من ألمانيا وفرنسا وإنجلترا، "يسعى لتأجيج النزاع مع موسكو"، مشيرًا إلى أن تلك الدول تدفعه نحو مواجهة عسكرية طويلة الأمد، لخدمة مصالحها الاستراتيجية على حساب الدم الأوكراني.

ضغوط غربية تعيق الحلول.. وتجميد التبادل رد فعل على ضربات روسية

يرى الأصفري أن تجميد الصفقة جاء ردًا على الضربات الأخيرة التي نفذها الجانب الأوكراني في العمق الروسي، وما تبعها من قصف مكثف روسي على كييف والمواقع العسكرية، لافتًا إلى أن زيلينسكي "لا يسعى لحل سريع، بل يرضخ دائمًا لإملاءات الحلفاء الأوروبيين".

وشدد على أن هذا التجميد يعكس رغبة الغرب في إطالة أمد النزاع، وأن استمرار تجاهل الحلول السلمية قد يؤدي إلى نتائج كارثية على مستوى العالم.

موسكو: مستعدون فورًا للتبادل.. وكييف لم تظهر أي تجاوب

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا لم تُظهر أي استعداد أو رغبة في تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والجثامين، وقال ألكسندر زورين، ممثل مجموعة التفاوض الروسية، إن "روسيا لا تزال تنتظر موقفًا رسميًا من كييف".

وأضاف زورين أن الجثامين موجودة بالفعل قرب موقع التبادل المتفق عليه، وأن الجانب الروسي على استعداد فوري لتنفيذ العملية، نظرًا لطبيعتها الإنسانية البحتة.

ميدينسكي: كييف أرجأت العملية دون إنذار.. وروسيا بدأت تسليم الجثث

وكشف فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي ورئيس الوفد المفاوض، عن تفاصيل ما تم في جولة مفاوضات إسطنبول الأخيرة، مشيرًا إلى أن أوكرانيا أرجأت بشكل مفاجئ استلام جثامين جنودها وأسرى الحرب، رغم جاهزية روسيا التامة.

وأوضح أن موسكو بدأت منذ 6 يونيو الجاري بنقل أكثر من 6 آلاف جثة تعود لجنود أوكرانيين، إلى منطقة التبادل المتفق عليها، وأن الدفعة الأولى (1212 جثة) قد وصلت بالفعل، والبقية في طريقها.

الإعلام الدولي مدعو.. وكييف تواجه أزمة أخلاقية وإنسانية

أكد ميدينسكي أن روسيا تدعو وسائل الإعلام الدولية للحضور إلى موقع التبادل والتحقق من استعداداتها، مشددًا على أن الجانب الأوكراني لم يرسل أي مندوبيْن إلى الآن.

وأشار إلى أن كييف تتلكأ في استلام جثث جنودها خشية دفع التعويضات المالية لذويهم، والتي أعلنت عنها مسبقًا بقيمة 257 ألف دولار لكل جندي مقتول، في حين لم يُسجل صرف أي تعويض حتى اللحظة.

نهاية مأساوية لجنود أوكرانيا.. وتحذير من انفجار إنساني مرتقب

وفي ختام تصريحاته، حذر الدكتور الأصفري من أن استمرار تجاهل الواقع الإنساني قد يؤدي إلى تفاقم الكارثة، مؤكدًا أن العالم يوشك على الدخول في مرحلة أكثر خطورة إذا لم تتوقف الأطراف الغربية عن التصعيد غير المباشر مع روسيا.

وقال: "في نهاية المطاف، ستخضع أوكرانيا للشروط الروسية، لكن بعد أن تدفع ثمنًا إنسانيًا وعسكريًا باهظًا"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل وقف نزيف الحرب قبل أن يتحول إلى شرارة حرب عالمية.