اختارت سلطات مدينة طنجة أن تفتح إحدى الساحات والمناطق التي عرفت أشغال إصلاح وإعادة ترميم قبل أيام بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك؛ غير أن هذه الأشغال والإصلاحات قسمت الشارع الطنجي بين مرحب ومنتقد غير راض بمستواها.
ويأتي افتتاح ساحة “سور المعكازين” الشهيرة في المدينة بعد أشغال صيانة دامت 10 أيام، واعتبرها بعض المتتبعين مدة قياسية في إنجاز هذا الورش المهم؛ غير أن آخرين اعتبر ذلك سببا في “العيوب” التي بدت عليها، وجعلتها دون التطلعات.
ويدخل إصلاح هذه الساحة ضمن مشاريع إعادة تأهيل عروس الشمال وإعدادها لاستقبال السياح والتظاهرات الرياضية الكبرى التي تستعد البلاد لاستضافتها؛ بدءا بنهائيات كأس إفريقيا للأمم المرتقب نهاية العام الجاري، وصولا إلى مونديال 2030 الذي سينظم بشكل مشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.
وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الخاصة لأبناء المدينة بالانتقادات الموجهة إلى الإصلاح الذي قُدِّم لساكنة المدينة بشكل مبهر في الصور والتصاميم التي روجت له، قبل أن يفاجأ الجميع بالشكل النهائي للسور الذي يقصده الغالبية لإلقاء نظرة بانورامية على البحر الأبيض المتوسط ومشاهدة أجزاء من الضفة الأخرى بالعين المجردة.
وأظهرت الصور واللقطات، التي تناقلها النشطاء بشكل واسع في الساعات الماضية، تشققات على مستوى الرخام والزليج المستعمل في تزيين أرضية الساحة العمومية؛ الأمر الذي دفع البعض إلى المطالبة بمحاسبة الشركة التي أنجزت الإصلاح بهذا الشكل.
ولم تسلم النباتات التي غطت بعض المساحات في الساحة، التي كانت فضاء خاليا منها في السابق، من سخرية النشطاء الذين اعتبروا أنها حوّلت الساحة إلى فضاء شبيه بالمقابر، معبرين عن رفضهم للإصلاح الذي أفقد المكان جماليته وجاذبيته المعهودة.
ويرتقب أن تضع الانتقادات التي طالت إنجاز هذا الورش شركة طنجة موبيليتي ومعها سلطات المدينة في موقف حرج أمام الرأي العام المحلي، بعد أسابيع من إعلان السلطات أن عاصمة البوغاز ستكون في الموعد وعلى أتم الاستعداد لاستقبال التظاهرات الكبرى استضافتها على أكمل وجه؛ وذلك ردا على الانتقادات الكثيرة التي تطال الأشغال الجارية ووتيرها المتأرجحة.
وأمام هذا الوضع، أطلق نشطاء حملة في وسائل التواصل الاجتماعي أطلقوا عليها: “الحملة المواطنة لمراقبة الأشغال الجارية بطنجة”، في محاولة تروم مواكبة وتتبع الأشغال والأوراش المفتوحة بعدد من النقاط والأحياء في المدينة، ورصد العيوب والاختلالات التي ترافق إنجازها وتنبيه السلطات إليها، من أجل تدارك الموقف حرصا منهم على صورة المدينة وجماليتها وحق الساكنة في بنيات جيدة تليق بمستوى المدينة العريقة.
0 تعليق