مصطفى مدبولي.. حين يُرشح الفيلسوف الاقتصادي لقيادة جامعة الدول العربية

التعمير 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تطور سياسي ودبلوماسي لافت، تتردد أنباء قوية حول ترشيح مصر؛ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء الحالي، لتولي منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفًا للسيد أحمد أبو الغيط، وذلك اعتبارًا من سبتمبر المقبل.

ويعد هذا الترشيح سابقة تاريخية بكل المقاييس، حيث سيكون أول شخصية ذات خلفية هندسية وتخطيطية تتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ الجامعة، بل وفي تاريخ غالبية المنظمات الإقليمية والدولية التي يغلب عليها الطابع السياسي والدبلوماسي.

من هو الدكتور مصطفى مدبولي؟

  • دكتوراه في الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني، وحاصل على عدد من الدراسات الأكاديمية في الاقتصاد الحضري والتنمية المستدامة.
  • تقلد عدة مناصب استراتيجية أبرزها: وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، ثم رئيسًا لمجلس الوزراء منذ 2018 وحتى الآن.
  • عُرف بأنه “الفيلسوف الاقتصادي” لما يتمتع به من رؤية متكاملة تجمع بين التخطيط المكاني والرؤية الاقتصادية، وهو ما انعكس بوضوح على مشروعات الدولة الكبرى مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، والتوسع العمراني غير المسبوق.

ترشيح بمذاق مختلف: السياسة تلتقي مع التخطيط

في مشهد تقليدي، كانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية دائمًا من نصيب دبلوماسيين محترفين أو سياسيين تقليديين، ولكن ترشيح مدبولي يشير إلى نقلة فكرية في تصور الدور المستقبلي للجامعة.

إذ أصبح من الواضح أن العمل العربي المشترك لم يعد يقتصر على الشعارات، بل يتطلب شخصيات تنفيذية قادرة على تحويل الخطط إلى واقع، وهذا ما أثبته مدبولي بجدارة خلال قيادته للحكومة المصرية.

المنصب والراتب:

  • يتقاضى الأمين العام لجامعة الدول العربية راتبًا يُقدّر بنحو 625 ألف دولار سنويًا (حوالي 32 مليون جنيه مصري).
  • قد يرى البعض أن الرقم مرتفع، لكن من يعرف حجم المهام التي تقع على عاتق الأمين العام من حيث إدارة السياسة والتوازنات الإقليمية، والتنسيق بين 22 دولة عربية، سيُدرك أنه “منصب ضخم لرجل قادر”.

هل تنجح الرؤية المصرية؟

ترشيح الدكتور مصطفى مدبولي ليس فقط تأكيدًا على ثقة الدولة المصرية في كفاءته، بل هو رسالة ضمنية بأن مرحلة الشعارات قد انتهت، وحان وقت العمل والعقلانية.

نجاح مصر في تمرير هذا الترشيح داخل أروقة الجامعة سيُعد انتصارًا لفكرة الكفاءة على حساب التقليدية، وستكون الخطوة الأولى نحو إعادة تشكيل دور جامعة الدول العربية لتواكب التحديات العالمية والإقليمية.

من الهندسة.. إلى رئاسة الحكومة.. والآن نحو أمانة جامعة الدول العربية.

مصطفى مدبولي ليس مجرد مرشح.. بل هو تجسيد لفكرة أن التغيير ممكن إذا امتلكت الرؤية والقدرة على التنفيذ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق