قال الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إن الكلمة الحسنة على وسائل التواصل الاجتماعي ليست فقط سلوكًا محمودًا، بل يُثاب الإنسان عليها كما يُعاقب على الكلمة المسيئة أو الخاطئة، مؤكدًا أن الإسلام ينظر إلى الكلمة على أنها أمانة ومسؤولية عظيمة ينبغي ضبطها وتقويمها.
وأوضح الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الإنسان يثاب على الكلمة الطيبة سواء قالها لصديق حفاظًا على الود، أو لعدو بقصد استمالة قلبه، مستشهدًا بقوله تعالى: "قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم، إن الشيطان كان للإنسان عدوًا مبينًا"، موضحًا أن هذا توجيه قرآني للحديث الحسن بين الأقارب والأصدقاء.
وتابع: "بل حتى في مخاطبة الأعداء أمرنا الله عز وجل بقوله: وادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، فالكلمة الطيبة تُلين القلوب وتُطفئ نيران العداوة، وقد كان رسول الله ﷺ يُجيد استخدام الكلمة الحسنة مع خصومه، فكم من عدوٍّ تحوّل إلى محب بفضل الكلمة الطيبة والتعامل النبيل".
وشدد على أن الكلمة المكتوبة على منصات التواصل أو في المقالات أو في السيناريوهات الدرامية، هي مسؤولية كبيرة لأن الناس تتأثر بها، محذرًا من خطورة الكلام المسيء أو المحرض الذي يُنشر دون وعي أو ضابط، لأن ذلك يُسهم في تسميم الوعي وتفكيك العلاقات الاجتماعية.
وأوضح أن القرآن الكريم أرشد إلى التعامل الراقي حتى مع الجُهّال، فقال: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا". وهذه تربية قرآنية راقية ترفع الإنسان عن الانزلاق في المهاترات والنقاشات العبثية التي لا تُنتج إلا الضغينة وسوء الفهم.
وحذّر من إهدار الوقت في تصفح وسائل التواصل ومتابعة المحتوى غير النافع، مشيرًا إلى أن الوقت هو رأس المال الحقيقي للإنسان، وكل لحظة تمر دون نفع تُنقص من عمره وقيمته، قائلا: "لماذا لا نوجه هذا الزمن الثمين لما يعود علينا وعلى مجتمعاتنا بالنفع؟ سواء على مستوى الاستقرار النفسي، أو النمو الاقتصادي، أو التماسك المجتمعي؟".
0 تعليق