عبر متظاهرون ونشطاء سودانيون اليوم الأحد عن تضامنهم مع ملايين الأطفال الذين يقعون ضحايا للحرب الدائرة حاليًا في السودان، خصوصًا الأسلحة الكيماوية في مناطق نائية لا تحظى بتغطيات إعلامية واسعة.
وتحت شعار «أوقفوا الأسلحة الكيماوية»، حمل عدد من المتظاهرين لافتات عليها صور أطفال باعتبارهم الطرف الأضعف في حرب السودان. وكتب على لافتات أخرى «اتركوا طفولتنا تتنفس».
ومنتصف أبريل الماضي، أي مع حلول الذكرى الثانية للحرب السودانية، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، إنه خلال الحرب المستمرة في السودان منذ عامين ارتفع عدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال بنسبة 1000 في المئة، مناشدة العالم عدم التخلّي عن ملايين الأطفال المنكوبين.
آنذاك، حذرت المديرة التنفيذية للوكالة الأممية كاثرين راسل في بيان من أن «عامين من الحرب والنزوح حطما حياة ملايين الأطفال في سائر أنحاء السودان»، حيث ركزت في تقريرها على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، بما في ذلك تعرض أطفال للقتل والتشويه والاختطاف والتجنيد القسري والعنف الجنسي.
وتقول أرقام وكالة الأنباء الفرنسية، المستندة إلى تقارير «اليونيسف»، إن عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح في السودان ارتفع من 150 حالة مؤكدة في عام 2022 إلى حوالي 2776 حالة في عامي 2023 و2024. كما أن عدد الهجمات على المدارس والمستشفيات ارتفع من 33 حالة تم التحقق منها في 2022 إلى 181 حالة في العامين الماضيين.
وتأتي هذه الاحتجاجات في أعقاب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» في 16 يناير 2025، استند إلى أدلة مسربة، بما في ذلك مقاطع فيديو كشف عنها مركز رؤى الإعلامي، تثبت استخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية في مناطق سودانية، مما أثر على المقاتلين والمدنيين على حد سواء.
كانت الصحيفة الأمريكية أشارت في تقريرها إلى عقوبات فرضتها الولايات المتحدة على عبدالفتاح البرهان، مشيرةً إلى وجود أدلة قوية على ارتكاب فظائع في البلاد. ونقلت عن أربعة مسؤولين أمريكيين كبار قولهم إن قوات البرهان استخدمت أسلحة كيماوية في مناسبتين على الأقل ضد قوات الدعم السريع.
وبحسب الصحيفة فإن الأسلحة الكيماوية هذه جرى نشرها مؤخرًا في مناطق نائية من السودان وجرى استخدامها فعليًا لكن المسؤولين الأمريكيين قلقون من إمكانية استخدام هذه الأسلحة قريبًا في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة الخرطوم.
وتزامن الإعلان عن التقارير المرتبطة بالأسلحة الكيماوية مع إصدار الولايات المتحدة عقوبات على عبدالفتاح البرهان، بسبب الفظائع الموثقة التي ارتكبتها ميليشياته، بما في ذلك القصف العشوائي للمدنيين واستخدام التجويع كسلاح حرب.
ويتجاوز استخدام الأسلحة الكيميائية حدودًا أخرى في حرب الإسلاميين بالسودان. وتسبب الصراع في السودان في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث قُتل ما يصل إلى 150 ألف شخص، وشُرد أكثر من 11 مليونًا، والآن أسوأ مجاعة في العالم منذ عقود.
حينها قالت وزارة الخزانة الأمريكية: «تحت قيادة البرهان، شملت تكتيكات الحرب التي انتهجتها قواته القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، والإعدامات خارج نطاق القضاء».
0 تعليق