يتأهب عشاق الكرة الإنجليزية لمواجهة نارية تجمع مانشستر يونايتد بنظيره وست هام على ملعب أولد ترافورد ضمن الجولة السادسة والثلاثين من الدوري الإنجليزي الممتاز، وسط ترقب واسع لما ستؤول إليه نتيجة اللقاء بين فريقين يمران بظروف متباينة ويبحث كل منهما عن طوق نجاة يعيد له توازنه قبل نهاية الموسم.

ينتظر مانشستر يونايتد استعادة هيبته المحلية في مواجهة اليوم، خاصة بعدما عانى من تراجع لافت في الدوري الإنجليزي خلال الأسابيع الماضية، إذ لم يذق طعم الانتصار منذ تفوقه على ليستر سيتي منتصف مارس، وتوالت بعدها الخيبات بخسارة أربع مباريات وتعادل في اثنتين، الأمر الذي جعله يتقهقر إلى المركز الخامس عشر برصيد 39 نقطة، في واحد من أسوأ مواسمه المحلية على الإطلاق، بعدما تلقى 16 هزيمة حتى الآن، بينها 8 على ملعبه، وهي أرقام لم يعرفها منذ أكثر من ثلاثة عقود.

لكن على الجانب الأوروبي، يقدم يونايتد نسخة مغايرة تمامًا، إذ نجح في الإطاحة بأتلتيك بيلباو من نصف نهائي الدوري الأوروبي بنتيجة كبيرة بلغت 7-1 في مجموع اللقاءين، ليحجز مقعدًا في النهائي المقرر يوم 21 مايو أمام توتنهام، ويمنح جماهيره بصيص أمل في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا من خلال التتويج بالبطولة القارية.

وعلى الرغم من هذا الزخم الأوروبي، إلا أنّ فريق المدرب روبن أموريم لا يخلو من الأزمات، حيث يفتقد إلى عدة عناصر بارزة مثل ماتيس دي ليخت، ليساندرو مارتينيز، ديوغو دالوت وجوشوا زيركزي، مع وجود شكوك حول جاهزية هاري ماغواير ونصير مزراوي، وهو ما دفع أموريم للإشارة في تصريحاته قبل المباراة إلى أنّ الجهاز الفني يحاول الموازنة بين الرغبة في الفوز وتجنب المزيد من الإصابات، مؤكدًا أنّ اللاعبين سيبذلون أقصى ما لديهم للتواجد رغم الإرهاق.

في المقابل، لا تبدو أوضاع ويستهام أفضل حالًا، إذ يعيش الفريق اللندني أزمة نتائج حادة تحت قيادة مدربه غراهام بوتر، حيث لم يحقق أي انتصار في آخر 8 مواجهات في الدوري، مكتفيًا بـ4 تعادلات مقابل 4 خسائر، وهي أطول سلسلة من دون فوز للفريق منذ عام 2011، كما فشل في قلب تأخره إلى انتصار في أي مباراة هذا الموسم، وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول قدرة الفريق على الصمود في اللحظات الحرجة.

وبحسب الأرقام، فإن وست هام لم يفز في أي لقاء خارج أرضه هذا الموسم بعد استقباله هدفًا، حيث جاءت جميع انتصاراته نظيفة، وهو ما يعكس هشاشته الدفاعية بمجرد اهتزاز شباكه، بينما حصد فقط 14 نقطة منذ قدوم بوتر من أصل 15 مباراة، وهو معدل متدنٍ لا يتفوق فيه إلا على الأندية المتذيلة لجدول الترتيب.

تاريخيًا، يتفوق مانشستر يونايتد على ضيفه بشكل واضح في ملعب أولد ترافورد، حيث لم يخسر في آخر 16 مواجهة ضد وست هام هناك، محققًا 13 فوزًا و3 تعادلات، كما فاز في آخر 4 مباريات دون أن تتلقى شباكه أي هدف، ورغم ذلك فإنّ وست هام حقق مؤخرًا 3 انتصارات في آخر 4 مواجهات بالدوري ضد يونايتد، وهو العدد ذاته الذي حققه خلال 28 مواجهة سابقة، ما يعزز من طموحه في تحقيق فوز مزدوج عليه لأول مرة منذ موسم 2006-2007.

مواجهة الليلة تكتسب بعدًا خاصًا بالنظر إلى ما ينتظر الفريقين بعد اللقاء، إذ يلتقي مانشستر يونايتد مع تشيلسي يوم الجمعة ثم يصطدم بتوتنهام في النهائي الأوروبي قبل أن يختتم الموسم بمواجهة أستون فيلا، فيما يأمل ويستهام في تفادي نهاية كارثية من خلال إنجاز معنوي على حساب أحد عمالقة الدوري، ما يجعل نقاط اللقاء بمثابة طوق نجاة للفريقين.

تنطلق المباراة مساء اليوم الأحد 11 مايو 2025 في تمام الساعة 14:15 بتوقيت المغرب وتونس والجزائر، والساعة 16:15 بتوقيت مصر والسعودية، بينما تُقام عند الساعة 17:15 بتوقيت الإمارات، ويمكن متابعة اللقاء عبر قناة beIN Sports 2.