ترامب يصعّد قبيل المفاوضات.. رسوم جمركية مقترحة بنسبة 80% على السلع الصينية

الجريدة العقارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الجمعة 09 مايو 2025 | 08:29 مساءً

الرسوم الجمركية على السلع الصينية

الرسوم الجمركية على السلع الصينية

محمد عاشور

في خطوة مفاجئة قبيل محادثات تجارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، بأن فرض رسوم جمركية بنسبة 80% على السلع الصينية يبدو صحيحًا، وهو أول اقتراح رقمي بديل يطرحه منذ فرض إدارته رسوماً تصل إلى 145% على الواردات الصينية.

وجاء تصريح ترامب عبر منشور على منصته للتواصل الاجتماعي، قائلًا: "يجب على الصين أن تفتح سوقها أمام الولايات المتحدة الأمريكية سيكون ذلك جيدًا جدًا بالنسبة لهم.. الأسواق المغلقة لم تعد تعمل.. يبدو أن فرض رسوم جمركية بنسبة 80% على الصين أمر صحيح"، مشيرًا ضمنًا إلى وزير الخزانة سكوت بيسنت بقوله "حتى سكوت ب".

الرسوم الجمركية على السلع الصينية

يستعد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، وكبير المفاوضين التجاريين جاميسون جرير، للقاء القيصر الاقتصادي الصيني هي ليفينج، في جنيف، ضمن محادثات وُصفت بأنها خطوة أولى نحو احتواء الحرب التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي أربكت سلاسل التوريد العالمية وأثارت قلق المستثمرين، وفقًا لرويترز.

من جانبها، نددت وزارة الخارجية الصينية بتصريحات ترامب ووصفتها بأنها تكتيكات اقتصادية متنمرة، مجددة رفضها للنهج التجاري الذي تتبعه الولايات المتحدة، واصفة إياه بـ"غير المستدام".

ورغم إشارة ترامب المتكررة إلى رغبته في خفض الرسوم الجمركية، فإن تصريح ترامب يمثل أول تحديد رقمي لمعدل بديل، وهو ما يظل برغم انخفاضه إلى النصف من المستوى الحالي، رقمًا غير معتاد ويثير الشكوك حول استجابة الصين له.

وقال وزير الخزانة بيسنت، سابقًا، إن العلاقة التجارية الحالية بين البلدين أقرب إلى الحظر الكامل.

سياسة ترامب التجارية

تراقب الأسواق المالية عن كثب أي تحركات محتملة في الرسوم الجمركية، حيث أضرت سياسة ترامب التجارية بالاستقرار الاقتصادي، وأثارت تقلبات حادة في الأسواق، وعلى الرغم من استعادة بعض المكاسب التي فُقدت منذ منتصف فبراير، فإن مؤشرات الأسهم الأمريكية أظهرت رد فعل محدودًا على منشورات ترامب الأخيرة، بينما سجل الدولار تراجعًا أمام سلة العملات الرئيسية.

ومنذ عودته إلى منصبه في يناير، رفع ترامب الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع الصينية إلى 145%، مستأنفًا النهج الحمائي الذي اتبعه خلال ولايته الأولى، إضافة إلى الرسوم التي أبقتها إدارة بايدن.

وردت بكين بالمثل، حيث فرضت قيودًا على تصدير المعادن الأرضية النادرة، ورفعت الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية إلى 125%، مع فرض رسوم إضافية على سلع مثل فول الصويا والغاز الطبيعي المسال.

وفيما وصفه البيت الأبيض بأنه تطور إيجابي، عبّر المستشار الاقتصادي للرئيس، كيفن هاسيت، عن تفاؤله بشأن محادثات جنيف، قائلًا في مقابلة مع شبكة CNBC: "نرى روح الزمالة والاحترام المتبادل بين الجانبين، وهناك إشارات مشجعة".

غير أن الضغط المتزايد من إدارة ترامب لتعزيز سياسة التعريفات أثار تحذيرات واسعة من تداعيات اقتصادية محتملة، إذ يخشى خبراء اقتصاديون أن تؤدي الرسوم المرتفعة إلى زيادة تكاليف السلع الاستهلاكية، ما قد يشعل موجة تضخم جديدة ويضعف القوة الشرائية للمستهلك الأمريكي.

كما يواجه ترامب انخفاضًا في معدلات التأييد الشعبي لإدارته الملف التجاري، وسط مخاوف من أن تؤدي سياساته إلى ارتفاع كبير في أسعار الملابس، والألعاب، والإلكترونيات، وغيرها من السلع المستوردة، في المقابل، تسعى بكين للحد من آثار هذه الحرب التجارية على مصانعها، عبر كبح الإغلاقات والإفلاس وفقدان الوظائف، وسط محاولات حثيثة لإيجاد أسواق بديلة.

وقد تمثل المحادثات المقبلة في جنيف لحظة محورية في هذه المواجهة الاقتصادية الكبرى، مع ترقب عالمي لأي مؤشرات على انفراجة محتملة أو تصعيد جديد في الصراع التجاري الأمريكي-الصيني. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق