معرقلو الانتخابات في ليبيا.. اتهامات للإخوان

على الرغم من مضي الحكومة الجديدة في ليبيا بخطة الطريق التي وضعها معظم الفرقاء السياسيين برعاية الأمم المتحدة قبل أشهر، من أجل ضبط المؤسسات الأمنية والحكومية وإجراء الانتخابات المقررة في ديسمبر المقبل، إلا أن العديد من المخاوف لا تزال تتردد في الكواليس.

إذ يرى عدد من المراقبين أن هناك مخططا مدروسا لتعطيل تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية بموعدها المحدد نهاية العام الحالي، وتمديد المرحلة الانتقالية الحالية، تقوده أطراف داخلية تسعى لعرقلة إجراء هذا الاستحقاق. ولعل ما أشارت إليه واشنطن على لسان مندوبتها لدى الأمم المتحدة، ليندا غرينفيلد قبل أيام مهددة بفرض عقوبات على معرقلي الانتخابات، لخير دليل على تلك المخاوف. وكان ملتقى الحوار السياسي الليبي، قد حدّد بالاتفاق بين كل الأطراف المحلية يوم 24 ديسمبر المقبل موعدا لإجراء الانتخابات في ليبيا، لكن هذه الخطة قوبلت بخطّة مضادّة تستهدف إجهاضها يقودها تيار الإخوان، حسب المحلل السياسي محمد الرعيش.

فقد اعتبر في حديث للعربية.نت أن الإخوان يشكلون أبرز المعرقلين لهذا المسار، وقد اتضح ذلك من خلال تحركاتهم ومواقفهم الأخيرة التي تدفع كلها نحو تأجيل الانتخابات، عبر إثارة نقاط خلافية بخصوص القاعدة الدستورية التي ستجرى على أساسها. ورأى أن عراقيل تيار الإخوان تجسدت في مطالباتهم بوضع آلية لانتخاب الرئيس عبر البرلمان، عوضا عن انتخابه من الشعب، وكذلك حول صلاحياته، معتبرا أنها طرق ملتوية تضمن لهم البقاء في الحكم.

كما أشار إلى أن التنظيم يقود كذلك حملة تشكيك تستهدف رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح من أجل استبعاده من منصبه، وبالتالي تعطيل تلك الهيئة التي لها دور محوري في تنظيم الانتخابات، إضافة إلى تعطيل الحسم في تعيين المرشحين للمناصب السيادية السبعة التي لا تزال محل خلاف بين المجلس الأعلى للدولة والبرلمان. إلى ذلك، أضاف أنّ هذه الذرائع التي تستخدمها الجماعة من أجل إجهاض إجراء الانتخابات وتأجيلها إلى أجل غير مسمى، تدلّ على مخاوف تيار الإسلام السياسي من الفشل في الانتخابات بعد تضاؤل شعبيته وتآكل رصيده الانتخابي في ليبيا. من جانبه، تحدّث المحلل السياسي فرج فركاش عن تداخل الأطراف المعرقلة للعملية الانتخابية في البلاد، والتي قال إنّها تشمل أعضاء من البرلمان وأعضاء مجلس الدولة الذين يفضلون انتخاب الرئيس القادم عبر البرلمان، وهي نقطة لازالت محل جدل في القاعدة الدستورية المقترحة من قبل لجنة الحوار تنتظر المناقشة في جلسة لجنة الـ 75 قبل إحالتها الى مجلسي النواب والدولة.